يوسف باجوقنصر جديد يُضاف إلى سجل انتصارات المقاومة في لبنان بتحريرها الأسير نسيم نسر، مقابل أشلاء جنود صهاينة تركها العدو على أرض المعركة إبّان حرب تموز 2006، في جنوب لبنان.
فقد استُقبل الأسير المحرّر استقبال الفاتحين، استقبالاً يليق بأمثاله من المجاهدين. فأقيمت له أعراس النصر والفرح في الناقورة عند بوابة فلسطين، وفي البازورية مسقط رأسه، وسط فرحة عمّت اللبنانيين والأحرار، وقناعة تؤكدها التجربة أن نسيم نسر تحرر بفضل المقاومة وقوتها، لا كما قال البعض مسخّفاً عملية التبادل بأنه أنهى فترة محكوميّته وسيطلق سراحه، كأن إسرائيل جمعية خيرية تقيم وزناً للأعراف الإنسانية ولحقوق الإنسان.
فالحقيقة التي لا لبس فيها أنّ إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة والإرادة الصلبة الحكيمة في مواجهتها، وأن نسيم نسر أفرج عنه نتيجة تبادل بأشلاء جنود صهاينة، وتمّ ذلك بفضل دماء الشهداء من مجاهدي المقاومة الإسلامية الذين سطّروا بدمائهم الطاهرة ملاحم الصمود والانتصار في حرب تموز 2006، موقعين بالعدو هزيمة استراتيجية أفشلت أهدافه بالقضاء على المقاومة ومشروع داعميه في الولايات المتحدة الأميركية بالشرق الأوسط الجديد الذي بشّرت به وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. إنّنا نفهم أنّ العدو حريص على جنوده وأشلائهم فيعمل المستحيل ليعيدهم إلى تراب وطنه المزعوم، ولكن ما لا نفهمه هو هذه الغربة بين الدولة، بمؤسّساتها، وشعبها، حيث بخلت الحكومة بإرسال موفد عنها ليشارك شعبها فرحته بعودة أسير لبناني سجن بتهمة التزامه نهج المقاومة دفاعاً عن وطنه.
نسيم نسر أول الغيث بتحقّق الوعد الصادق للأمين الصادق السيد حسن نصر الله بعودة كل الأسرى والمحررين، وهو إنجاز الله على أيدي المقاومين. فهل تستيقظ الدولة وتشارك شعبها في أعراس الحرية القادمة، أم أنها ستبقى متفرجة من بعيد كأن الأمر لا يعنيها؟