بيار الخوريأيّام العثمانيّين كانت وظيفة كابي كتخداسي تنفيذيّة لولاة السلطنة لدى الباب العالي. كانوا مجرد أدوات أو منفّذي سياسته. في لبنان، وبعد مرور عشرات السنين على انتهاء هذه الإمبراطورية الاستعمارية، نرى كابي كتخداسيّين كثراً. فهناك طفرة في أعداد الأبواب العالية، إذ لدى كل طائفة باب عالٍ يلزّم لسانه إلى أعوانه من الصفوف الثانية والثالثة. نراهم يكرّرون أحاديثه، فيرون في رؤسائهم «قمة الخيارات الصحيحة، ويرددون العبارات والأفكار نفسها حتى وصلوا إلى درجة التقمّص الفكري. لم يخترقوا ولو مرة واحدة بكارة كلمات «المحسنين» عليهم. يعانون الصمت تجاه أسيادهم، «فالخوف على مناصبهم هاجسهم، ذلك لأن القوي يفعل ما يشاء بينما الضعيف والمستزلم يعاني ما يجب أن يعانيه كما يقول تيوريدس. وأخيراً فإن صورهم في الدوحة ما زالت عالقة في أذهاننا وهم تائهون في باحات الفندق يبحثون عن طيفهم الضائع.