فداء عيتانيللأسف، إن الرئيس سليم الحص لا يلعب أكثر من دور الضمير. كان من الأفضل أن يتخلّى عن دور الضمير للوطن ويتحوّل إلى العقل الآمر، بدل أن يكون مراقباً ومعاتباً على الخطايا التي لا نتوقف عن ارتكابها. وها هو الحصّ في موقفه أمس يعيد الأمور إلى نصابها الجدّي، بعدما طال وقوفها رأساً على عقب، وظَهَر أن هذه الحكومة لا تختلف في العمق عن سابقاتها شكلاً ومضموناً «فهي ستكون ائتلافاً بين قوى لا يرتجى منها خير». وليس أفضل من الحص قراءة لواقع المحاصصة التي لم يعد يخجل أقطابها من الجهر بها والتراكض إلى مكاسب مباشرة ووزارات خدماتية تحت عنوان واضح هو الانتخابات المقبلة، وبالتالي فإن الذي يسيطر على الوزارات الخدماتية هو من سيتمكن من رشوة الناخبين والتحكم في وصول الخدمات العامة إليهم. ولا يفوت الحص الإشارة إلى خيبة أمل برئيس افتتح عهده بمفاوضات لتعيين وزراء، له فيهم ومنهم حصة طبعاً، «فكان يفترض أن تترجم هذه الأجواء بقيام حكومة جديدة يكون التجديد عنوانها». إلا أن قيادة هذه البلاد ملعونة إلى الحد الذي يجعل شخصاً بمسؤولية الحص يعلن عزوفه عن العمل السياسي.