أحمد محسنفي الإطار نفسه، يجمع معظم طلاب علم النفس على ضرورة إجراء اختبارات تطبيقية مماثلة للخروج من النظريات، وهو ما بدأ بعض الأساتذة القيام به عبر إدخال «هذه النوعية من الحركة العملية في المنهج الأكاديمي».
والرائز، وهو الاسم العلمي للاختبار، كان من المفترض أن يُجرى خارج حرم الكلية، إلا أنّ صعوبة المواصلات وضيق الوقت دفعا بعض الطلاب إلى اختيار «حقل تجاربهم» من داخل الكلية لاكتشاف «الإسقاطات اللاواعية» عند الإنسان، لـ«تأويل» الإجابات أو تحليلها كمياً ونوعياً، تمهيداً للتمرين على ممارستها لاحقاً في عيادة علم النفس. ويشدّد شرارة على أنّه يجب على المحلّل الاحتفاظ بالـ«تأويل» لنفسه، لأنه غير مخّول بإصدار نتيجة حاسمة «لأننا لم نحصل على شهادتنا بعد، إضافة إلى إمكان رفض بعض الطلاب نتيجة الرائز أو استغرابها».
إضافة إلى النتيجة، يجب على الطلاب أن يبقوا الأسئلة محظورة عن الأشخاص الذين لم يخضعوا له بعد حتى يبقى «الدافع اللاواعي» عنهم تلقائياً.
وفي تفاصيل الاختبار، يجب أن تكون الأسئلة مقسّمة إلى مراحل، أما الأجوبة فهي إما حقيقية أو افتراضية. على أن يصمت «المحقّق» في أغلب الأوقات، «ما يضفي نوعاً من الاحتراف على تطبيق الاختبار»، يشرح شرارة.
كما أنه يجب أن يتم «الرائز» بشكل فردي بعيداً من ضجيج الطلاب في الكافيتريا. وقد فرضت إلزامية الاختبار جواً من الجدية أثناء سير الأمور في الكلية، فهو يعد العمل التطبيقي الإلزامي الوحيد، إذ إنّ معظم المواد الباقية بقي تطبيقها اختيارياً، وبالتالي لم تلاق اهتمام الطلاب.
واختلفت ردّة فعل الطلاب الذين خضعوا للامتحان، فاستغرب بعضهم الأسئلة في بداية الأمر، لكنهم ما لبثوا أن تقبلوا الأمر بمرح، قاسم سليمان، وهو أحد طلاب قسم اللغة الإنكليزية، وصف الاختبار بـ«الممتع»، لكنه لم يفهم شيئاً من أجوبته، وطالب صديقه بإطلاعه على النتائج سريعاً، على سبيل المزاح.
اللافت في الأمر أن الاختبار أجري على الذكور والإناث بنسب متساوية، فتوجب على كل طالب من الفاحصين أن يتوجه بأسئلته إلى ثلاثة ذكور وثلاث إناث.