بعد ادعاء تلقته فصيلة درك قبرشمون، من شخص أفاد بأن مجهولاً سَلَبَ عاملين هنديين يعملان لديه في معمل أحجار باطون، بين بلدتي البساتين وسرحمول بقوة السلاح، توجهت دورية من المخفر المذكور إلى المكان، واستمع المحققون لإفادة العاملين الهنديين كلونت سينغ وموهنو سينغ، اللذين ذكرا أنه عند حوالى الساعة السابعة مساءً، كان التيار الكهربائي مقطوعاً، طرق باب غرفتهما شخص، فتحا له فدخل الغرفة على الفور وبيده مسدس، وطلب منهما تسليم ما بحوزتهما من مال، وتمكن من سلبهما مبلغ 400 دولار أميركي، فر بعدها مسرعاً على متن دراجة نارية باتجاه البساتين ـــ عرمون وهو متوسط القامة يرتدي جاكيت سوداء.نتيجة التحقيقات التي أجراها رجال مخفر الدرك، تم التعرف إلى هوية الفاعل، الذي كان يعرّف عن نفسه باسم حمودي الجوهري، في حين أن اسمه الحقيقي هو محمد ر. كما تبيّن أن المتهم المذكور الذي أخفى في إفادته الأولية اسمه الحقيقي منكراً ما نُسب إليه، عاد لاحقاً لدى مخفر درك قبرشمون وأمام مفرزة بعبدا القضائية وكشف عن اسمه الحقيقي، وهو من التابعية السورية ومقيم على الأراضي اللبنانية منذ حوالى عشرين عاماً، كون والدته لبنانية، وقد اعترف بإقدامه مع المتهم جميل ج. على عدد من السرقات بواسطة قداحة شبيهة بالمسدس الحربي، بالإضافة إلى أعمال احتيالية، فضلاً عن انتحاله صفة عسكرية وارتدائه لباساً خاصاً بقوى الأمن وابتزازه عمالاً أجانب، (من التابعية البنغالية)، بالطرق الاحتيالية.
وتبيّن أن المتهم محمد ر. الذي أنكر في البداية إقدامه على سلب عاملين هنديين مبلغ أربعمئة دولار أميركي من مكان عملهما في معمل أحجار باطون، عاد لدى مقابلته بهما ليقر ويعترف بدخوله غرفة العاملين المذكورين وتهديدهما بمسدس وهمي شبيه بالمسدس الحربي، ولكنه فقط سلبهما مبلغ خمسة عشر ألف ل.ل. فيما أصرّ المدعيان الهنديان على سلبهما مبلغ أربعمئة دولار أميركي.
وفيما أكد المدعيان إقدام المتهم محمد ر. على تهديدهما بمسدس حربي وانتحاله صفة رجل أمن وسلبهما مبلغ أربعمئة دولار أميركي، وقد تعرفا عليه، عاد المتهم محمد ر. بعد ذلك وتراجع عن أقواله الأولية لدى استماعه من قاضي التحقيق واعترف بإقامته على الأراضي اللبنانية بصورة غير مشروعة، وأنكر إقدامه مع المتهم جميل ج. على سرقة أية دراجة نارية، وأنكر اعترافه أيضاً بحيازته مسدساً وهمياً وامتلاكه بنطالاً شبيهاً ببنطال الدرك، كما أنكر إقدامه على سلب أي عامل هندي أو انتحاله صفة رجل أمن، وكرر أقواله الاستنطاقية أمام هذه المحكمة وأنكر ما نُسب إليه. كما أنكر المتهم جميل ج. خلال كل مراحل التحقيق، وأمام هذه المحكمة، إقدامه على سرقة أية دراجة نارية لا بمفرده ولا بالاشتراك مع المتهم محمد ر. ولكنه لم يتمكن من إنكار معرفته وعلاقته بهذا الأخير.
وبعد الاستماع إلى مطالعة ممثل النيابة العامة وأقوال المتهمين، تقرر تجريم جميل ج.، الذي رفض الاستعانة بمحام للدفاع، بجناية المادة 638 بفقرتيها الرابعة والخامسة من قانون العقوبات القاضية بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بالمتهم لمدة ثلاث سنوات وبإنزالها تخفيفاً والاكتفاء بمدة توقيفه التي تجاوزت سنتين. كما تقرر تجريم محمد ر. بجناية المادة 639/640 من قانون العقوبات وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة به بعد إدغام العقوبات وتجريده من حقوقه المدنية ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة.
(الأخبار)