طرابلس ــ عبد الكافي الصمدرئيس قسم الصحّة والبيئة في الكلية، الدكتور جلال حلواني، أشار في المناسبة إلى «مبادرة الجامعة اللبنانية لتأسيس قسم الصحّة والبيئة منذ حوالى 4 سنوات، والموجود في طرابلس فقط، لنشر التوعية البيئية من منظور علمي»، لافتاً إلى أنّ «الدفعة الأولى من حملة الليسانس في الصحّة والبيئة ستتخرّج هذه السنة، ليقوم هؤلاء الطلاب بالدور المنتظر منهم في هذا المجتمع». وزفّ حلواني إلى الطلاب قرار مجلس كلية الصحّة الذي اتخذ يوم الخميس 4 حزيران الجاري، بـ«الموافقة على استحداث شهادة الماجستير في المياه والبيئة في طرابلس فقط».
عضو الهيئة الإدارية للنادي، كارول مرضعة، سنة أولى صحة وبيئة، أوضحت أنّ أول اهتماماتنا تنظيف الجامعة، انطلاقاً نحو المنازل، فالمجتمع الأوسع، وإقامة حملات توعية لرفع حسّ المسؤوليّة البيئيّة لدى المواطن. وثانيها، تدوير الفضلات الورقيّة في الجامعة، ومنها نحو الجامعات الأخرى، فالمؤسسات العامّة».
وفي «جامعة المنار»، قدّم مدير كلية الصحّة العامة، الدكتور رياض مدني، محاضرة عن «آثار الاحتباس الحراري على الصحّة العامّة»، لفت فيها إلى أنّ «اختيارنا للاحتباس الحراري في يوم البيئة العالمي سببه أهميّة الموضوع على المستوى العالمي»، مضيفاً أنّ «إهمال هذه المشكلة يؤثر على الصحّة، وعلينا أن نحتاط منذ اليوم لتأمين بيئة للأجيال القادمة، لكي يتمكّنوا من الاستمرار في حياة طبيعية. وإذا لم نولِ هذا الجانب الاهتمام الكافي فسينعكس سلباً على الاقتصاد العالمي، وعلى تأمين الغذاء للناس».
في موازاة ذلك، بقيت أنظار القلة الباقية من المهتمين بالشأن البيئي متوجّهة صوب محميّة جزر النخيل الكائنة قبالة شاطئ الميناء في طرابلس، التي تتكوّن من ثلاث جزر هي: سنني ورامكين والنخيل (أهمها وأكبرها)، لما تمثله من موقع طبيعي للطيور المهاجرة، وللحياة البحرية، وخصوصاً السلاحف.
ويشير عصام صيداوي، من فريق عمل المحميّة والدليل البيئي لها إلى العمل في اليوم العالمي للبيئة، فيقول: «أطلقنا حملة لتنظيف شاطئ المحميّة، وقد دهمنا الوقت، حيث لاحظنا أنّ السلاحف بدأت بالإباضة قبل أن نهيّئ البيئة الصالحة لعبورها إلى أعشاشها. ولمسنا العام المنصرم إباضة غنية، ولذلك نتوقع إباضة أقل هذا العام. وسنقوم بتحديد الحفر على GPS (تقنية جغرافية)، ونمسح بعدها الطريق التي سلكتها السلاحف لكي لا تتقفى القوارض أثرها فتقضي عليها».
وتحدّث صيداوي عن أهمية «السلاحف التي تأكل العشب اليابس من المياه، فينبت الجديد الذي تبيض الأسماك فيه»، موضحاً أنّ «السلاحف مسؤولة عن الحياة البحرية، وهي الوحيدة القاضية على قناديل البحر المؤذية للإنسان، وتأكل مئتي قنديل في كلّ وجبة من وجبتيها اليوميتين».
وتحدّث صيداوي عن «تنظيف الصخور من فضلات النفط عبر معدّات وصلت إلى المحميّة من إسبانيا، وكذلك عن مشروع لإشراك طلاب المدارس في التنظيف بتخصيص مربّع في الجزيرة لكلّ مدرسة، وقد لاقينا تجاوباً من عشر مدارس تكفي لإنجاز التنظيف السريع، والحفاظ عليه».