قاسم سهيل قاسميشرح «الأستاذ رضا»، صاحب أحد هذه المعاهد كيف تبلورت الفكرة لديه فيقول: «كنت أستاذاً أعطي دروساً خصوصية، أستقبل تلميذاً أو اثنين في منزلي، ثم ازداد عددهم وكانت تَحدُث ضجة في البيت، فارتأيت أن أستأجر غرفة أدرّسهم فيها». ويضيف: «هكذا بدأت مع تلميذين أو ثلاثة تلاميذ في غرفة صغيرة ووصل بي الأمر إلى استئجار طابق كامل، والاستعانة بأساتذة متخصصين لمساعدتي حتى أصبح لدي خمسون تلميذاً يتناوبون على دوامين صباحاً ومساءً».
يؤكد رضا أنّ عمله يهدف إلى تقوية نقاط الضعف لدى التلميذ ليركّز على المواد التي قد تسبّب رسوبه. ويوضح أنّه أيضاً يتابع عمل التلاميذ في مدارسهم ويسأل أساتذتهم عن الخلل الذي قد يعانونه حتى إنه يؤمّن لهم الدخول إلى الجامعة، ويقدّم إليهم المساعدة في المواد الجامعية التي قد يجدون صعوبة في فهمها.
يتحدّث أحد الطلاب عن سبب ارتياده هذا المعهد «أجد متعة في الدرس هنا، حيث يسود الهدوء وأستاذ كلّ مادة لا يدرّس أكثر من ثلاثة تلاميذ في آن واحد، فأستطيع التركيز، على عكس صف المدرسة الذي يضمّ ثلاثين تلميذاً». أمّا صديقه أحمد فيقول: «أتيت أخيراً إلى لبنان ولم تستقبلني أيّ مدرسة فكان من الأنسب أن أتسجل في هذا المعهد حيث استطعت أن أنهي برنامجي الدراسي من خلال الدورات المكثفة التي خضعت لها».
إلى ذلك، يبدو أنّ هذه المعاهد لم تعد حكراً على تلاميذ المدارس فقط، إذ إن طلاب الجامعات يرتادونها أيضاً طلباً للمساعدة، وكذلك الأطفال الذين لم يسلموا من هذه الظاهرة، فأصبح لديهم معاهدهم ومراكزهم. «أحضره طفلاً وخذه عبقرياً»، عبارة علقت على باب أحد المعاهد التي تعنى بتنمية عقل الطفل لتمثّل حافزاً للأهل لكي يجلبوا أطفالهم، عساهم يصبحون عباقرة.
يبقى التساؤل الذي طرحته والدة أحد التلاميذ عن مدى فعّاليّة هذه المعاهد؟ وهل المال الذي يضعونه على أولادهم سوف يأتي ثماره ويصبح أولادهم عباقرة؟ وأجابت نفسها وهي تبتسم «بكرا بدوب التلج وببيّن المرج».