المعارضة في غيبوبة والشخصانيّة تعرقل تقدّمها والقوّة الصامتة بيضة القبّانبدأت التحضيرات للانتخابات النيابية في دائرتي زحلة والبقاع الأوسط والبقاع الغربي ــ راشيا. فقد شرعت القوى السياسية الموالية والمعارضة في تزييت ماكيناتها الانتخابية وفتح قنوات اتصال تمهيدية مع المفاتيح الانتخابية
عفيف دياب
النشاط الانتخابي الملحوظ بقاعاً منذ ما بعد صلح الدوحة، أخذت وتيرته ترتفع ميدانياً فاتحة الأبواب على دراسات وإحصاءات ورصد المواقف السياسية المركزية والمحلية وحركة رجال الدين الذين لهم كلمة مؤثرة نسبياً في المسار الشعبي من حيث التعبئة وسواها من العوامل التي فعلت فعلها في انتخابات 2005، حين نجح رجال الدين في تحريك الغرائز في الاتجاهين، وقد أفادت المعارضة من هذه التعبئة في دائرة زحلة والبقاع الأوسط وخسرت في البقاع الغربي وراشيا.
ويتخوف مراقبون في البقاعين الأوسط والغربي من رفع مستوى التجييش الطائفي في مقبل الأيام، وخاصة أن الحوادث الأخيرة في البقاع الأوسط وبعض المناوشات في البقاع الغربي أعطت دوراً أساسياً لرجال الدين الذين لهم اليد الطولى في تأليب الناس بعضهم على بعض، ناهيك بالخطاب السياسي المركزي والمحلي الذي أطلق العنان لحسابات انتخابية بدأت تقلق الموالاة والمعارضة في دائرتي زحلة والبقاع الأوسط والبقاع الغربي وراشيا.
فالحوادث الأخيرة في البقاع الأوسط أحدثت التفافاً كبيراً حول تيار المستقبل، والتفافاً مماثلاً حول بعض قوى المعارضة التي لم تزل في غيبوبة جراء شخصانية بعض قادتها في المنطقتين، وحساباتهم العائلية التي تأتي على حساب وحدة الصف الكفيلة قلب المعادلات السياسية والانتخابية في المنطقتين، حيث تستطيع قوى المعارضة، إذا نجحت في توحيد صفوفها، تغيير الموازين لمصلحتها ولو إلى حد.
ويقول مراقبون إنه في انتخابات صيف 2005، ورغم حصد قوى الموالاة كل المقاعد النيابية (6)، فإن مرشحي المعارضة استطاعوا حصد أعداد كبيرة من الأصوات أقلقت يومذاك قوى الموالاة التي تتخوف من عقد تحالف قوي لقوى المعارضة اليوم يوفر لها دعماً للائحة متضامنة.
ويوضحون أن تحالفاً متيناً وصادقاً يضم حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر والشيوعي والقومي وعبد الرحيم مراد وفيصل الداوود وإيلي الفرزلي «سيحصد على الأقل 3 مقاعد، خلافاً لما هو شائع من حسم الموالاة لمعركتها منذ الآن».
ويقول أحد المقربين من مراد إن الأخير استطاع في انتخابات 2005 نيل 15543 صوتاً، ولو أُضيفت إليها أصوات حزب الله وحركة أمل والحزب الشيوعي ونشّط التيار الوطني ماكينته الانتخابية بشكل سليم، لاستطاع مراد خرق لائحة الموالاة، و«من هنا، على القوى المعارضة أن تجري في ما بينها تفاهماً سياسياً منذ الآن لخوض الانتخابات في البقاع الغربي وراشيا بلائحة واحدة ومكتملة، وأن تعمل على سحب كل مرشحيها من خارج اللائحة. أما تيار المستقبل فلم تعد لديه القدرة على إلزام الناس التصويت له من دون نقاش».
المعارضة في دائرة زحلة والبقاع الأوسط أكثر تنظيماً. فالتيار الوطني الحر وحليفه النائب إلياس سكاف يتمتعان بهامش واسع من الحركة والنشاط السياسي في زحلة، فيما يعتبر محدوداً جداً في قرى القضاء نتيجة التنوع الديموغرافي الذي لم يستطع تحالف عون ـــــ سكاف اختراقه سياسياً طوال ما بعد انتخابات 2005 وحتى اليوم. فالتيار والكتلة الشعبية حسما خيارهما في الاعتماد على الصوت المسيحي في دائرة زحلة والبقاع الأوسط، حيث قاعدتهما الشعبية الواسعة. ولكن هذا قد يشكل نقطة ضعف لهما لا يمكن التعويض عنها فقط بالصوت الشيعي الموالي لحزب الله وحركة أمل.
فالاعتراض السني على تيار المستقبل في البقاع الأوسط لم يجد من يدعمه من قوى المعارضة، فخاب ظنه بمعارضة تفضل أن تبقى ذات لون واحد في البقاع الأوسط، فعاد إلى صمته مفضلاً الابتعاد عن محور صراع الموالاة والمعارضة.
ويقول أحد العاملين في الحقل الانتخابي إن القوة الصامتة في البقاع الأوسط ستكون بيضة القبان في الانتخابات المقبلة، فالموالاة تحاول استمالة هذه القوة، فيما المعارضة لم تزل منتشية بنصر حققته في نتائج انتخابات 2005.
وانسجاماً مع هذا الرأي، فإن مكتب الدراسات والأبحاث والتوثيق في زحلة، المقرب من وزير سابق كان محسوباً على الموالاة، أجرى إحصاءات حول «مزاج الشارع المحلي» في زحلة والبقاع الأوسط، وخلص إلى أن نتائج الانتخابات النيابية في الدائرة ستكون لمصلحة قوى المعارضة حسب دراسة ميدانية أُجريت في آذار من العام الجاري.
ويقول أحد المشرفين على مكتب الدراسات إن «المزاج العام قد يكون تغير نسبياً بعد حادثة زحلة واغتيال مسؤولين من حزب الكتائب، إضافة إلى الاضطرابات الأخيرة في سعدنايل وتعلبايا»، موضحاً أن «دراستنا خلصت إلى أن المعارضة قد تفوز على الموالاة بفارق بسيط جداً من الأصوات لا يصل إلى 1500 صوت إن جرت الانتخابات في آذار 2008.
المعارضة في وضع خطر ما لم تسارع إلى تصحيح ما يعتريها من شوائب في علاقتها مع الشارع السني وإعادة التواصل الفعلي مع بيئتها المسيحية، ولا يمكنها الاعتماد فقط على الالتزام الشيعي الذي لا يعوضها ما خسرته من أصوات مسيحية وسنّية».


ناخبو 2008

يبلغ مجموع الناخبين في دائرة زحلة في إحصاءات العام الحالي 145060 ناخباً، يتوزعون وفق الأعداد الآتية: مسلمون سنّة 36624، مسلمون شيعة 21036، كاثوليك 29393، موارنة 24190، أرثوذكس14866، أرمن أرثوذكس 8345، سريان أرثوذكس 4767، أرمن كاثوليك 1788، سريان كاثوليك 1045، أرمن بروتستانت 849، دروز 734، بروتستانت 482، كلدان كاثوليك 351، لاتين 222، مختلف 168، أرمن لاتين51، إسرائيلي 29، سريان قديم 28،كلدان 24، كلدان أرثوذكس 15، آشوري 14، سريان قديم أرثوذكس 10، آشوري أرثوذكس 8، علوي 6، إنجيلي 5، لقيط 5، أرمن إنجيلي 4، أرمن قديم 1.
عدد الناخبات الإناث 74532.
عدد الناخبين الذكور 70528.