بلال عبودتشتهر أكلة الكبة في دول المشرق العربي عموماً، وفي سوريا ولبنان بشكل خاص. لكل منطقة جغرافية طريقتها المفضلة في تحضير وتقديم هذه الأكلة المميزة في الولائم الشامية. وعلى الرغم من تنوّع الأسماء والأشكال بين الكبة اللبنية (أو الكبة باللبن) والكبّة بالصينية وغيرها من الأسماء فإن الكبة تحضّر بشكل عام من اللحم المفروم الناعم والمخلوط مع البرغل. وفيما تنتشر الآلات الحديثة لتحضير الكبة في الملاحم، تأبى فئة ليست بقليلة من اللبنانيين إلا أن تقوم بإعداد «الكبة على البلاطة» وهي الطريقة التقليدية القائمة على دق اللحم بالجرن أو على بلاطة رخامية حتى تصبح هلامية ومن ثم تحضير الكبة «لأن ذلك يحافظ على النكهة» كما يجزم المتمسكون بهذه الطريقة في وجه السرعة والسهولة التي توفرها المطاحن الكهربائية.
يضاف إلى الكبة بنسختها اللبنانية، وخصوصاً الجنوبية، خلطة سحرية مميزة وأساسية من أجل تحضير «الفراكة» و«الكبة النية»، تسمّى «الكمونة» التي تدخل في مكوّناتها مجموعة من المواد والبهارات من الفلفل الحر والحبق وحبة البركة والقرفة فضلا عن البرغل وغيرها من الإضافات المتنوّعة التي تُطحن معاً. قد تصبح الكمّونة أكلة قائمة بذاتها إذا ما خُلطت مع البندورة لتكوّن «كمونة البندورة». في المطبخ الجنوبي تساعد الكمونة على ابتكار أكلات مستوحاة من الكبّة ولكن بدون اللحم مثل كبة البطاطا وكبة العدس التي يتبدّل فيها اللحم بالبطاطا أو بالعدس المسلوق. ترتكز هذه الأنواع على البقوليات والخُضَر القابلة للطهو والتي تعلو أسهمها على حساب الكبة مع ارتفاع أسعار اللحم أو في زمن اتهام البقر بالجنون.