strong>أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء المناهج التربوية التي طورتها اللجان المختصة في المركز وتشمل مرحلة الروضة والحلقة الأولى من التعليم الأساسي
فاتن الحاج
بات منهج الروضة يتوزع على ثلاث سنوات بدلاً من سنتين، بهدف تمكين المتعلم الطفل من معرفة أصول القراءة والكتابة، ما يجعله ينتقل بصورة طبيعية وميسّرة من هذه المرحلة إلى السنة الأولى من التعليم الأساسي. كذلك جرى تخفيف وزن الحقيبة المدرسية في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، وحصره بثلاثة كتب فقط: الأول للغة العربية، والثاني للغة الأجنبية، والثالث لأصول الحساب، في الوقت الذي تتوسع فيه مساحة الأنشطة الصفية واللاصفية للمواد الأخرى.
هذا ما توصلت إليه اللجان المختصة في المركز التربوي للبحوث والإنماء في ورشة تطوير بنية المناهج الجديدة في الروضة والأساسي، معتمدة استراتيجية ثلاثية الأبعاد: «ماذا نعلّم وكيف نعلّم ولماذا نعلّم؟». أو ما يسمى بناء المناهج على أساس الكفايات بهدف تربية المواطن السويّ والمنتج والمنفتح على الآخر وتنمية قدرة الفرد على التصرّف بإيجابيّة وفعاليّة في مجتمعه.
ويشرح منسق لجنة المناهج الدكتور نسيم حيدر مرتكزات المقاربة الفضلى للإصلاح التربوي، وهي توفير حاجات المجتمع ومتطلّباته وتحديد الغايات التربوية التي تسهم في رسم ملامح التلميذ في مراحل التعليم العام ما قبل الجامعي، لتكون التربية في خدمة الحياة اليومية. ويكشف أن نظام التقويم بالكفايات هو الذي يسمح بتثمين المكتسبات وتحديد الصعوبات ومعالجتها. ويشدد حيدر على ضرورة تأليف الكتب بما يتناسب والكفايات والتدريب الكافي للمعلمين، لكي يستطيعوا تطبيق هذا النظام.
ويوضح حيدر أنّ بناء المناهج مرّ بثلاث مراحل، فاعتمدت المرحلة الأولى المحتوى واستراتيجية بناء أحادية الأبعاد، أي «ماذا نعلّم؟»، وكان المعلِّم محوراً للعملية التربويّة، فيما بني النظام على قياس قدرات التلميذ في استذكار المعارف (الحفظ)، وبالتالي أنتجت هذه المناهج «علماء» لا مُثقّفين.
أما المناهج التي بنيت على أساس الأهداف التربوية، فاعتمدت استراتيجيّة بناء ثنائيّة الأبعاد: «ماذا نعلّم؟ كيف نعلّم؟»، فكان التلميذ محوراً لعمليّة التعلّم (بدلاً من المعلّم) وجرى العمل على تطوير قدرات التلميذ الفكريّة والمعرفيّة بدلاً من التركيز على قدراته في الحفظ.
وفي بناء المناهج على أساس الكفايات، أي التطوير الأخير، ظهرت استراتيجية تعلم ثلاثية الأبعاد: «ماذا نعلّم؟ كيف نعلّم؟ لماذا نعلّم؟». وهنا يتوقف حيدر عند خطة العمل التي اعتمدت في تطوير المناهج، فنظمت 108 ورش عمل لتحديد الصعوبات التي واجهت عملية تطبيق المناهج: ضعف الترابط بين مكوِّنات المنهج، صعوبة تطبيق نظام التقويم بالكفايات.
وجرى، بحسب حيدر، تشذيب نظام التقويم بالكفايات واستكماله، لجعله أكثر عملانيةً وأسهل تطبيقاً عبر إعادة صوغ الكفايات، اعتماد المعايير والمؤشرات، إنجاز نماذج مفصّلة (من 4 إلى 6 نماذج) عن كيفية تقويم كل كفاية.
وفي المرحلة الثالثة، أعيد النظر بتفاصيل مناهج مرحلة الروضة والحلقة الأولى من التعليم الأساسي، بموازاة المرحلة الثانية، بهدف تأمين التنسيق والترابط بين مختلف مكوّنات المنهج.
وسعت الخطة إلى إيلاء مهارات التواصل والتعبير الأهمية التي تستحق، التركيز على تعلّم الرياضيات واللغات، وتطبيق مناهج المواد الأخرى من خلال أنشطة تعلّميّة.
وتنتظر وزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء ملاحظات التربويين، بل انتقاداتهم، على حد تعبير الوزير خالد قباني وقد عقد أمس مؤتمر صحافي لإطلاق مشروع تطوير المناهج لمرحلة الروضة والحلقة الأولى من التعليم الأساسي (أول ثاني وثالث أساسي).
بعد تقديم من رئيس مكتب الإعداد والتدريب في المركز التربوي، نزار غريب، أوضح قباني أنّ المشروع أولي وينتهي باستبيانٍ لاستطلاع آراء المؤسسات التربوية والتعليمية لتلقي ملاحظاتها تمهيداً لعرضها ومناقشتها خلال ورش العمل المزمعة إقامتها لهذا الغرض، متمنياً على ذوي الاختصاص ألا يبخلوا علينا بأفكارهم وملاحظاتهم لكي يأتي المشروع النهائي لتطوير المناهج محققاً للغرض في النهوض بالتربية.