سليم علاء الدين«بين ظلمة الماضي والحاضر، بوابة تشرف على بصيص نور في المستقبل، يشق جدران العدم ليغمس أطرافه في ظلام الحياة ويبعث فينا أملاً جديداً في الوجود»، تعليق وضع على لوحة باب مفتوح عكس نظرة تفاؤلية حملها طلاب كلية العلوم ـــــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية في معرضهم الجماعي الذي نظمه اللقاء الثقافي لمجلس الطلاب في الكلية في الحدث.
وفي إحدى المساحات الخضراء المحيطة بالكلية، اختار الطلاب أن يخففوا بـ«ريشة ولون» من ضغوط الأيام الأخيرة التي تسبق الامتحانات النهائية، فاستخدموا ضمن «الإمكانات القليلة المتوافرة» جذوع الأشجار لتعليق رسومهم. وشارك في المعرض كل من مروى المقداد، نانسي حداد، علي شريف، كوثر عسيلي، سحر حسين طالب، مريم قانصوه، هادي هاشم، نورما حرفوش، زهراء ترمس، فادي برغوث وجميعهم من طلاب الكلية.
وقد خصص المنظمون زاوية في المعرض لأعمال الشهيد بشير علوية الذي استشهد خلال عدوان تموز ـــــ آب 2006، والذي أظهرت رسومه المائية علاقته الخاصة بالطبيعة «فحبه للأرض والضيعة كان حافزاً أساسياً لاستشهاده»، كما يشير أحد أصدقائه. وبرزت صورة شخصية للشهيد نفذها بنفسه مستخدماً تقنيات الغرافيك ديزاين.
«ورغم الظلام الذي يلف»، كما أشارت إحدى اللافتات، أوضح المشاركون «أننا بحثنا عن فسحة أمل وجدناها في الرسم، لكونه الطريقة الأمثل لمواجهة الضغوط التي نتعرض لها». من جهتها، أكدت الطالبة كوثر عسيلي أنّ أحد أهداف اللقاء الثقافي هو إبراز القدرات الفنية اللافتة لطلاب الكلية بعيداً من العلوم، مشيرة إلى «أنّ نشاطنا شهد إقبالاً كثيفاً من الطلاب وحضوراً لبعض الأساتذة».
وقالت: «قررنا وضع اللوحات في الطبيعة واستخدام جذوع الأشجار لإعطاء معرضنا لمسة فنية مختلفة». ووزّع أعضاء اللقاء الثقافي نشرتهم الدورية في عددها الأول، التي كانت لوحة حائط، وقد أصدرت إدارة الكلية قراراً بمنع صدوره مع مثيلاتها. وتتضمن النشرة مجموعة من الأعمال الأدبية من شعر ونثر وقصة قصيرة، إضافة إلى استفتاء عن الحب.
ويستمر المعرض الذي افتتحه والدا الشهيد علوية حتى اليوم الجمعة، علماً بأنّه كان مقرراً أن يأتي متزامناً مع الذكرى الثامنة للتحرير، أي يمتد لسبعة أيام قبل 25 أيار وبعده.