عامر ملاعباجتمعت عائلة سمير عبد الخالق في بلدة مجدلبعنا في قضاء عاليه عند مدخل منزلها، يوم أول من أمس، وسط حضور الأقارب، لاستقبال ابنها القاصر لواء العائد من السجن مع عدد من الشبان، بعد مرور خمسة أيام على اعتقاله لدى السلطات الأمنية بتهمة حمل أسلحة حربية وحيازتها أثناء إشكال وقع في البلدة، الأسبوع الماضي، بين عناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة وعناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار التوحيد اللبناني من جهة ثانية.
زملاء لواء في المدرسة الذين أنهوا امتحاناتهم الدراسية في مدرسة بحمدون العليا الرسمية بغياب لواء، قدموا إلى منزله للاطمئنان عليه، متسائلين عما جرى له وعن مكان احتجازه وعن احتمال تعرّضه للضرب. توالى بعدهم حضور الجيران وأبناء البلدة الذين يريدون تهنئة لواء وحده، مع إغفال أن أبناء عمه كانوا موقوفين أيضاً، الذين يحاولون لفت الأنظار إليهم بالصراخ «نحن أيضاً كنا موقوفين ليس لواء وحده».
لا يخفي لواء فرحته وهو يؤكد «لا أستطيع حمل السلاح، ولا أعرف كيفية استعماله، وجريمتي أنني قدّمت مياه الشرب لأبناء عمي وأصدقائهم في تيار التوحيد أثناء مداهمة الجيش للحقل المجاور لمنزلنا حيث يوجدون. اعتقلوني معهم رغم اعتراف الشباب بأنني بريء ولا علاقة لي بالإشكال، تنقّلت بعدها بين عدد من المراكز».
يصمت لواء للحظات يكمل بعدها وصفه للرحلة بين المكاتب وسجن بعبدا. لكنّه يتوقف ليسأل والده عن سبب تقيّؤ السجناء الدائم، مضيفاً «كانوا يتكلمون كلاماً بذيئاً، وقد منعني ابن عمي «ثائر» من أن أتناول معهم نصف رغيف خبز رغم أني كنت جائعاًً. أخافوني، ولكنني قررت مواجهتهم إذا ما حاولوا الاقتراب مني....».
يجلس لواء وسط أقاربه متحسّراً على ضياع الامتحانات النهائية للعام الدراسي الحالي، يكرر بعدها تأكيده «لم يضربونا بل قسوا عليّ بالكلام والصراخ كي أعترف بأشياء لا أعرفها، وهذا ما أحرجني أمام والدتي التي حضرت بعضاً من التحقيقات».
بعد توقيف لواء لخمسة أيام، ترفض المحكمة الخوض في محاكمته لعدم الاختصاص، لكن من يعوّض عليه عامه الدراسي؟.
الاعتقال أمر طبيعي في حالات الإشكالات الأمنية، ويمكن أن يتكرر في أكثر من مكان. ولكن أن تعتقل القوى الأمنية قاصراً في الرابعة عشرة من عمره بتهمة حمل السلاح وتوقفه لمدة خمسة أيام في سجن مع سجناء بتهم متنوعة وتحرمه من استكمال امتحاناته الرسمية في آخر العام الدراسي مخالف للقانون ويقتضي التحقيق والمساءلة والمحاسبة.