أمل ديبتوافق ليفيا زياد، فتتحدث عن شغفها بالمسرح، و«الوقفة فيها مسؤولية تجاة أنفسنا أولاً، وتجاه المخرج والسينوغراف والنص والجمهور وكل من وضع ثقته بنا»، فالشعور بالخوف مستمر «بدنا نبيّض وجه العالم». أما المسرحية التي قُدّم منها عرضان على خشبة مسرح الحريري، فبدأ العمل عليها منذ حوالى ستة أشهر بطريقة متقطعة. إذ يشرح ديك أنّ ظروف عدة أخّرت تقديم العمل، منها الأوضاع السياسية والأمنية، والتعطيل القسري، والتزامات الممثلين بعملهم ودراستهم، لذا كانت أيام الآحاد أيام العطلة الوحيدة التي استغلّوها للعمل على المسرحية. أما اللغة فقد أدت دوراً أساسياً في إدخال الممثلين كل بدوره. «المسرح يجب أن يتكلم لغة الناس، واللغة الفصحى في المسرح لغة أجنبية» يقول ديك، لذا كان من الطبيعي والعفوي في آن أن يكون الأداء باللهجة اللبنانية المحكية على أساس نص المسرحية الذي نقله إلى العربية الدكتور نديم نعيمة، لا سيما أن القصة تدور أحداثها في إحدى القرى الروسية، والشخصيات الثلاث، فلاّحان (الأب وابنته) وصاحب الأملاك (العريس)، كما أن اللهجة تسمح للممثلين بارتجال بعض الكلمات. ويوضح ديك أنّ المسرحية، كمعظم أعمال تشيخوف، مستقاة من الحياة اليومية، ومن مواقف يمر بها الإنسان بشكل طبيعي، معلبة بقالب كوميدي مليء بالسخرية والفكاهة. ففي معظم المشاهد يتجادل الأطراف الثلاثة على أمور لا علاقة لها بالزواج، كملكية الأراضي و«مين كلبو أحسن»، إلى أن تنتهي بقول الأب للعريس «خدها (أي الابنة) وحلّ عني». وكان لا بد من مقاربة لبنانية للمشهد، إذ يتنازع ستيفان وناتاليا على ملكية إحدى الأراضي، ويدّعي كل طرف أنه المالك، فإذا بأحد من الحضور يصرخ «شو هي مزارع شبعا!؟»، ويبدأ الجميع بالضحك. ديك فخور بأداء الطلاب ومرتاح في التعامل معهم، فمع أنهم غير متمرّسين، إلاّ أن الجمهور يعاملهم على أساس أنهم محترفون، ويحاسبهم على أقلّ هفوة، ما يجعل الطلاب أكثر التزاماً وتصميماً على تنمية مواهبهم. أما الفنان التشكيلي ماريو سابا الذي اهتم بسينوغرافيا المسرحية، فعبّر عن ارتياحه بالعمل مع المخرج والممثلين، لا سيما أنّ لدى المخرج رؤية واضحة عمّا يريد، تبلورت وتطورت بمساعدة سابا الذي ابتكر لوحة مسرحية غنية على بساطتها ومقاربتها للمكان الذي تدور فيه الأحداث. أخيراً يعد ديك بأن هذه المسرحية هي الخطوة الأولى في مشوار طويل، إذ يدرس حالياً إمكان تقديم سلسلة من المسرحيات تكون كلّ منها مخصصة لأحد الكتّاب الكبار، كسلسلة لتشيخوف وواحدة لشيكسبير وأخرى لسوفوكل.