البقاع الغربي ـ أسامة القادرييشكو أهالي بلدة الدكوة في البقاع الغربي من انقطاع مياه الشفة عن بلدتهم منذ أربعين عاماً، فيما تقع البلدة على بحر من المياه في سهل البقاع لتقبع في العطش منذ بدايات الحوادث اللبنانية، حيث تجر إلى مياه الأنهر «المجارير» والمياه الآسنة.
ذنب أهالي الدكوة أن نواب المنطقة يفارقونهم أربع سنوات ليحضروا بوعودهم العرقوبية في موسم الانتخابات. فهذه البلدة الصغيرة الهادئة من ضجيج السياسة ما زالت تنتظر وعود النواب بالعمل على مدّ مياه الشفة إليها، بعد أن أكل الصدأ حديد الأنابيب الأساسية لشبكة مياه شمسين.
بعد تكرار المطالبات والملل من الوعود غير المحققة، عمد بعض الأهالي إلى حفر آبار ارتوازية، وظن هؤلاء أن مشكلتهم ستحل بعد أن حضرت إحدى الحفارات التابعة لمجلس الجنوب عام 1998 وحفرت البئر الارتوازية الأساسية. لكن المشروع لم يستكمل، رغم أنه رصد له عشرون مليون ليرة ثمن المحرك والمضخات.
جريس فاضل الذي حفر بئراً منذ زمن طويل، مضطر إلى مد أبناء حارته بالمياه رغم كلفتها العالية، وخاصة بعد ارتفاع سعر المازوت.
فيما يستغرب علي حسين ما تطالب به إدارة مشروع شمسين من مستحقات مزمنة على أبناء البلدة إضافة إلى الغرامات. «من أربعين سنة والبلدة ما شافت ميّة شمسين.. وجايين بدّن مستحقات». يشرح عن الأضرار والخسائر التي يتكبدها أبناء البلدة من كلفة مياه الآبار وشراء مياه الشرب. «فحصنا مياه بئرنا وجاءت النتيجة أن نسبة الكلس فيها عالية جداً، ما اضطرنا إلى شراء مياه الشرب والطعام»، فيما تتخوف الحاجة أنيسة الساحلي من أن تنضب البئر في وسط دارها لأنها لاحظت أن قوة المياه ضعفت، فلا تكف عن حثّ بناتها على الاقتصاد في «صرف الميّة».
حال محمد حسين لا تختلف عن باقي أبناء البلدة، وهو يستغرب «كيف يقبل المسؤولون على أنفسهم أن تبقى قرية في وسط السهل عطشانة ما فيها مياه شركة». وأشار إلى أن الأرض التي حفرت فيها البئر «قدّمها أبناء البلدة من أجل أن يشربوا لا من أجل أن ننتظر رضى النائب الفلاني والوزير العلتاني... راح العاشق إجا المشتاق، والمي بعدها لهلّق ما إجت». وأخيراً يسأل حسين أين ذهبت العشرون مليون ليرة التي رصدت لهذا المشروع؟ ومن هي الجهة المسؤولة التي كلّفت باستكماله؟
«لا تندهي ما في حدا». بهذه العبارة حاول المختار ريمون الغجر أن يلخّص معاناة البلدة بالوعود المتكررة. «نطالب بإنجاز البئر في أسرع وقت ممكن لمدّ البلدة بشبكة نظامية. تكفينا كل تلك السنين من دون مياه».