مازن عبوديحل يوم البيئة العالمي في الخامس من حزيران من كل عام، فيرسل الأمين العام للأمم المتحدة رسالة تنشر في مواقع معينة من صفحات الجرائد. لقد حرمنا موت الشهيد العزيز سمير قصير في الثاني من حزيران متعة المشاركة في هذا اليوم، إذ إن الشهادة هي الأقوى.
يطل يوم البيئة هذه السنة وقد تولّى سدّة رئاسة الجمهورية قائد جيش أتقنت مؤسسته خلال تولّيه زمام قيادتها، أعمال البيئة من إطفاء حرائق وتشجير وتنظيف للبحر جرّاء البقعة النفطية الناتجة من حرب تموز، فكان يلازم ويدعم البيئيين في كل تحركاتهم الهادفة إلى الحفاظ على البلد للأجيال المقبلة.
إلا أن يوم البيئة يطل هذا العام وقد أشبع ساستنا الشاشات والجرائد بأقوال تحطّ من قدر هذا القطاع والعاملين فيه. وإننا في المناسبة لا نلومهم، بل نلوم قلّة الوعي البيئي لدى الناس، ونلوم ونلعن نظام الزبائنية اللبناني المرتكز على كسب الشعبية بالمال أو الخدمات لخوض غمار أي انتخابات.
جعلوك يا شعبي لا تسعى إلا لإشباع بطنك ليوم واحد أو لكَسْوِ جسدك لأسبوع ليس إلا.
أنت تلهث وراء الزعماء، وهم يلهثون وراء آخرين، فينصاعون لـ«ماكينات» يضحون بدورهم ضحاياهم.
ثم ترى يوم البيئة يحل أيضاً هذا العام، فيتزامن مع قمة الأمن الغذائي في روما، قمة شهد فيها بان كي مون شهادته فقال: «الأكثر إذلالاً جوع من صنع البشر»، مشيراً بذلك وبصراحة إلى تأثيرات التعديات البيئية على عوامل الإنتاج الزراعي من تربة ومياه وجوّ.
يحل يوم البيئة والكل ينتظر عندنا كي يرى من هي الحلقة الأضعف سياسياً في النظام اللبناني التي ستكلّف بحقيبة وزارة البيئة، أي حقيبة وزارة الوجود ــــ كما يطيب لبعض الدول الأوروبية تسميتها ــــ. لكن لا تحزنوا يا ساسة بلدي ولا تحزنونا إذا ما طلب منكم تولّي وزارتنا (وزارة الوجود) التي هي مذلّة لغالبيتكم. ارفضوها فوراً، واحفظوا معنوياتكم.
اتركوها لنا لأنها مفخرتنا، فنحن نخضع لديموقراطية من نوع آخر، ديموقرطية لا يستبد بها البشر بالجبال والنبات والبهائم والحشرات والطيور. نعم، نحن البيئيون أُناس غرباء ومختلفون حتى حدود الجنون أحياناً حسب منطقكم، فاتركوا لنا وزارتنا وأنتم تلهّوا بحساباتكم الانتخابية وبرامجكم الزبائنية.