فداء عيتانييتّخذ المعنيّون بالشأن المحلي خيارات حادّة تنقصها عادةً القدرة الإبداعية على اجتراح حلول جديدة، أو ابتكارات، وهي الحلول الضرورية في حالة مشابهة لحالة لبنان. يفتقر السياسيون إلى المخيّلة المولّدة للأفكار والصيغ الإيجابية، وهذا الافتقاد مردّه عادةً إلى يقينية غيبية تحكم الرؤية إلى «الذات» والآخر. فهم يعتقدون جازمين أن «أناهم» هي الحق، وقلة منهم ترى في المشكلات صراعاً على مصالح ونفوذ تتمثّل في مواقف لا يمكن الحكم عليها بالحق والباطل، أو الصواب والخطأ، وبالتالي مع عدم قدرتهم على تلمّس مصالح الآخر تنعدم قدرتهم على الوقوف في موقفه وارتداء حذائه بحسب المثال البريطاني. إحدى أكبر الأزمات التي نسمع عنها منذ أكثر من عامين، وهي «الفتنة»، تكاد تأكل الجميع، دون أن يتمكّن ولا طرف من ارتداء حذاء الآخر وفهم عمق موقفه، عداك عن التعمق في وعيه ولا وعيه.
يلزم الأمر الكثير من الخيال وعلم النفس الفرويدي لتحليل شبكة مصالح تضم قوى كقوى 14 آذار، وقربهم مجموع مثقّفي الحداثة اللبنانية.