strong>تمكّنت مديرية المخابرات في الجيش من حلّ مشكلة كادت تتفاقم بين عائلات بقاعية دون اضطرارها للجوء إلى وسائل القوة. لكن الأمر لم يكن بهذه الإيجابية في طرابلس، حيث اضطر الجيش إلى توقيف عدد من الأشخاص إثر توتر بين «الأفواج» و«العربي الديموقراطي»
على أثر الخلافات والاشتباكات التي شهدتها بلدة الروضة في البقاع الغربي بين عائلتي طعمة وعبد الغني (ربعة) مطلع الأسبوع الفائت، جرت صباح أمس مصالحة شملت كل عائلات البلدة، ومن مختلف القوى السياسية في «قاعة الروضة»، برعاية وحضور رئيس فرع مخابرات الجيش في البقاع العميد غسان الحكيم، ممثلاً قيادة الجيش. وحضر الاحتفال وفد من رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة إلى جانب لجنة الصلح برئاسة رئيس بلدية مجدل عنجر السيد حسين ديب ياسين، وعضو اللجنة الدكتور محيي الدين الجمال، وحشد كبير من أهالي البلدة والجوار، وأطراف النزاع.
يُذكَر أن الأحداث والخلافات التي شهدتها «الروضة» الأسبوع الماضي، بين عائلتي طعمة وعبد الغني كانت قد أدت إلى سقوط ثلاثة جرحى من الطرفين، إلى جانب أضرار كبيرة في الممتلكات. وكانت القوى الأمنية قد تدخلت لتطويقها موقِفة 14 شخصاً، ثم رفضت إطلاق أي منهم من دون أن يكون هناك صلح وتفاهم شاملين. وبعد تدخل قيادة منطقة البقاع في الجيش اللبناني لدى رؤساء بلديات ومخاتير عدد من قرى البقاع الغربي لحثهم على التحرك والعمل على إجراء مصالحة شاملة في بلدة الروضة، تكوّنت لجنة للصلح برئاسة رئيس بلدية مجدل عنجر حسين ديب، وعضوية محيي الدين الجمّال. وتم الاتفاق على وجوب حل النزاع بالتفاهم والحوار، كي يصار إلى إطلاق الموقوفين. وكان هناك تدخل غير مباشر لكل من حزب الاتحاد الذي يرأسه الوزير والنائب السابق عبد الرحيم مراد، وتيار المستقبل، وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة لم تكن الأولى، بل سبقها إشكال بين عائلتي طعمة وعبد الرزاق، عولج وحُلَّ في المصالحة ذاتها.
حفل المصالحة الذي جرى أمس ألقِيت خلاله كلمات، كانت أولاها للعميد غسان الحكيم، الذي رأى عدم إمكان «حل الخلافات والنزاعات التي عبر احتكام كل طرف إلى لغة التصادم والاعتداء، فهناك أجهزة أمنية مسؤولة عن حل هذه الخلافات وإعادة الحقوق لأصحابها». وأضاف أن «ما تشهده الساحة الداخلية دقيق جداً، ويتطلب بعض الحكمة والدراية والترفع عن المفهوم العائلي أو العشائري لحل الخلافات». أما رئيس لجنة الصلح حسين ديب ياسين، فشدد على أهمية «الاحتكام للعقل والحوار»، معدداً الخطوات التي قامت بها اللجنة حتى التوصل إلى صلح يلقى قبولاً عند كل الأطراف. وأمل ياسين أن ينسحب هذا التفاهم على كل المناطق البقاعية، وخاصة تلك التي تشهد أحداثاً أمنية متكررة. وأخيراً كانت كلمة لرئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في البقاع الشيخ أسامة السيد، دعا فيها إلى «قبول الآخر بعيداً عن الكيدية، وإلى حل الخلاف بالعقل والتفاهم». ومن أجل هذه الغاية، أضاف السيد، «سيصار إلى تأسيس لجنة انضباط تضم أعضاءً من عائلات البلدة، تعمل على معالجة الخلافات قبل تفاقمها».

توقيفات في طرابلس

من ناحية أخرى، كانت مدينة طرابلس قد شهدت يوم أول من أمس توتراً سبّبه تطوّر إشكال فردي وقع بين أحد عناصر «أفواج طرابلس» الموالية لـ«تيّار المستقبل»، وآخر من «الحزب العربي الديموقراطي» الذي يرأسه النائب السابق علي عيد. وقد أدى الإشكال إلى خلق أجواء بلبلة في محلتي القبّة وجبل محسن في طرابلس، ترافقت مع محاولات قطع طرق في محيط المنطقتين، بالتزامن مع إطلاق نار باتجاه دورية للجيش.
الإشكال الذي وقع ظهر أول من أمس تطوّر من تلاسن إلى تضارب بالأيدي، ليصل إلى إطلاق رشقات كثيفة من النّار في الهواء، ما دفع أصحاب المحال التجارية في المنطقة إلى إغلاق أبوابها، والتزام المواطنين فيها بيوتهم، خوفاً من تطوّر الأمور نحو الأسوأ.
وفور تطوّر الأمور على هذا النحو، وصلت دورية من الجيش إلى المكان، فأطلِقَت النيران فوقها فور صولها، ما دفعها إلى استقدام تعزيزات إضافية، عملت بعدها على دهم عدد من الأماكن، حيث أوقفت 6 من عناصر «الأفواج»، و4 من الطرف الآخر.
لكنّ الأمور لم تقف عند هذا الحدّ، بل أعقب ذلك تجمّع عناصر من الأفواج في محيط تعاونية «ريفا» الاستهلاكية التي تقع بين المنطقتين حيث وقع الإشكال، يتقدّمهم مسؤول «تيّار المستقبل» في القبّة فادي هوشر، وحاولوا قطع بعض الطرقات في المنطقة بالإطارات والحجارة، احتجاجاً على ما وصفوه «اعتقالات تعسّفية» بحقهم، ما استدعى تدخل الجيش ثانية، واعتقاله عناصر إضافية من «الأفواج»، قبل أن يفرج لاحقاً عن معظم الموقوفين، ما عدا المشتبه في إثارتهم الإشكال وإطلاق النار.
(الأخبار)