فداء عيتانيرفع الإعلام موقع أهل السنّة والجماعة إلى درجة الصفر، فبعيد اغتيال رفيق الحريري خرج من يقترح خروج سنّة لبنان من الفلك العربي ودخولهم الفلك اللبناني، وأن سنّة البلاد أصبحوا سياديين بعدما قاتلوا طويلاً إلى جانب الفلسطينيين، ومع مرور الوقت بات السنّة في مواقع أكثر التباساً، من احترام جلهم للشيخ أسامة بن لادن وإحراقهم للسفارة الدانماركية في بيروت، إلى وقوفهم في وجه تنظيم «فتح الإسلام» وإلى جانب الجيش، ومن رفضهم الضمني وفي مجالسهم المغلقة لرسو المدمرة «يو اس اس كول» أمام شواطئ بلادهم، وصولاً إلى قتالهم ضد طلاب الجامعة العربية والعابرين من منطقة قصقص نحو الضاحية الجنوبية في أحداث 23 و25 كانون. مزق أهل السنّة في الطريق الجديدة صور الشاب سعد دون والده الحريري، وسط صرخة «خذلتنا!». مصيبة السنة لم تكن في عدم قدرتهم على تجذير مكان لهم داخل السلطة في لبنان، بل لكونهم ليسوا طائفة على الطراز المحلي. يؤكد أحد علماء الدين أن اللاوعي السني لا ينظر إلى نفسه إلا من خلال 300 مليون سني عربي، وما عدا ذلك زَبَد.