عفيف ديابتدرس دوائر في تيار المستقبل وضع تصوّرات لمرحلة الانتخابات النيابية المقبلة. النقاشات التي انطلقت داخل بعض التيار لم تصل بعد إلى رسم صورة شاملة لخريطة التحالفات السياسية ـــــ الانتخابية في عدد من الدوائر الانتخابية، وتحديداً في الشمال والبقاع حيث تتركز الدراسات والإحصاءات على واقع التيار شعبياً. ويقول متابعون إن أركاناً في المستقبل يتدارسون أفكاراً، منها القيام باتصالات سياسية مع قوى حزبية من خارج تحالف 14 آذار ذات حضور شعبي في أكثر من منطقة، «حيث لا يمكننا تجاهل المتغيرات السياسية والمزاج الشعبي بعد حوادث 7 أيار الماضي واتفاق الدوحة ومدى نجاح التلاقي مع بعض قوى الطرف الآخر في المعارضة أو حتى مع القوى الحزبية في الوسط».
ويكشف المتابعون للنقاشات الداخلية في المستقبل أن بين الأفكار المتداولة «تحقيق فكرة إعادة الاتصال السياسي مع النائب إلياس سكاف في دائرة زحلة والبقاع الأوسط، ومع بعض القوى الحزبية الأخرى الفاعلة شعبياً في عكار وحتى في البقاع الغربي وراشيا، إضافة إلى نسج تحالف انتخابي مع حركة أمل وحزب الله في دوائر حاصبيا ومرجعيون وبعلبك ـــــ الهرمل وحتى في بيروت». ويوضح هؤلاء أن تيار المستقبل «لا ينكر الوجود القوي لتحالف النائب سكاف والتيار الوطني الحر في الشارع المسيحي في دائرة زحلة، ومن هنا لا بأس بإعادة الاتصالات السياسية بيننا ودرس إمكان رسم مشهد أوّلي للتحالف الانتخابي يكون منصفاً للطرفين ولا يكون لمصلحة طرف ضد آخر. فتيار النائب سكاف ومعه حليفه العماد عون في أمسّ الحاجة إلى الصوت الآخر حيث لا يمكن أحداً غيرنا تأمينه، فهما يعرفان ذلك، كما إننا نعرف أن لا قوة تنافس سكاف في مدينته زحلة». ويضيفون «علينا الاعتراف بأننا لم نستطع خرق الصوت المسيحي في المدينة منذ الانتخابات النيابية الماضية. ومن هنا، علينا عدم إقفال باب الحوار». ويلفت هؤلاء إلى أن النقاش الدائر حول هذه الفكرة وجد اعتراضات من بعض القادة في التيار و«لكنه لم يكن اعتراضاً مطلقاً، إنما الفكرة تحتاج إلى نقاش».
أما التحالف الانتخابي مع حزب الله فـ«قد يساعد في إنجاح التحالف مع سكاف وعون في زحلة. ومن هنا، لا بد من الإسراع في فتح قنوات اتصال سياسي وحتى شعبي مع الحزب، فنحن لا نرى مشكلة في التحالف مع الحزب في بعلبك ـــــ الهرمل، وفي البقاع الغربي وراشيا، وفي حاصبيا ومرجعيون، إذ يمكننا تبادل الأصوات وحتى المقاعد النيابية، ونشكل معاً تحالفاً قوياً مع سكاف وعون في دائرة زحلة، والذي قد يمتد إلى دائرة عكار مع التيار العوني».
ويقول المتابعون إن «الأمر لم يزل فكرة صغيرة بين البعض في تيار المستقبل، وهي قابلة للتطور. ونحن لا نخفي أن أفكاراً كهذه وجدت، وستجد اعتراضات، ولكن لا بد من تداولها».