فداء عيتانيحتى في زمن الاحتلال الإسرائيلي والصراع التناحري الذي وقع بين القوى والطوائف اللبنانية لم يخلُ الميدان الثقافي من أعمال ممتازة، لا بل انتشرت ظاهرة المعارض الفنية وصالونات العرض انتشارا مدهشاً، فيما كانت الحرب الأهلية تجترّ الطوائف وتنشب بين المذاهب التي تثقف نفسها بمدفعية 240 ملم. ولكن، ومع بداية السلم الأهلي، وفي ظلّ ما تلاه من مراحل، ومع صعود نجم ثقافتي «روح شوف مستقبلك» و«أنا أحب الحياة»، وعلى هامشهما ثقافة المقاومة والتغيير والإصلاح، انتفت الحاجة أو حتى الإمكان لظهور معارض فنية، عداك عن الحديث عن حالة ثقافية مرافقة للثقافات المذكورة. فلم تعد البلاد تحتمل كل هذا الفيض من الحياة الثقافية للعبقرية الفينيقية (أسعد الله صباحك يا سعيد عقل). فقتلت ثقافة الحياة وشراء الأصوات الانتخابية والضاربين بسيف السلطان كل همّ فكري وإنتاج نخبوي (بالمعنى الإيجابي). ربما ذكرنا حسن جوني أن في البلاد تشكيليين، ولهم ما يدلون به في الحياة بألوانهم وقماشهم المشدود.