قاسم سهيل قاسمأغلق «المجلس المحلي لرعاية شؤون المعوقين» في مخيّم برج البراجنة أبوابه منذ ستة أشهر ولم يعد يستقبل التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما غابت وزارة الشؤون الاجتماعية وتقلّصت مساعداتها. إلا أنّ المركز لا يزال يؤمّن بعض المساعدات ضمن الإمكانات المتوافرة من عكّازات وكراسي متحركة لمن يحتاج إليها.
واجهت الجمعية العديد من الأزمات المالية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، واستطاعت أن تجتاز معظمها. إلا أنه مؤخراً أغلق «المجلس المحلي» مقرّه في برج البراجنة وانتقل إلى منازل المتطوعين. فأصبحت بيوتهم مقصداً للناس طلباً للمساعدة. توزّع التلامذة المعوقون وأصحاب الحالات الخاصة على جمعيات صديقة أو بقوا في منازلهم لعدم استطاعة الأهل تأمين الاشتراك الرمزيّ لهم.
أرغمت إذاً الجمعية على إغلاق أبوابها، بعدما «شحّ» التمويل، ما اضطر زينب ابنة الست سنوات التي تعاني مشكلة في النطق إلى البقاء في بيتها. يشرح الوالد بأن طفلته تحسّنت حالتها بعد إدخالها إلى الجمعية ثم عادت لتسوء من جديد بسبب توقفها عن ممارسة التمارين التي كانت تخضع لها في المركز. يضيف الوالد «لا أملك المال الكافي لتأمين ثمن النقليات لها إذا أردت تسجيلها في مركز آخر، كانت قريبة من المنزل وكنا نذهب بأنفسنا لإحضارها».
انتقل مكتب رئيس الجمعية قاسم منصور إلى بيته، حيث لا يزال يمارس بعض أنشطته من هناك. يقول منصور المركز أقفل لأسباب مالية بحيث لم يستطيعوا تأمين إيجار المركز، فالتبرعات التي كانت تصلهم توقفت لأن «الإنسان اللبناني لم يعد يتابع مواضيع كهذه، كما أنّ همّة الأعضاء النشيطين قد خفّت نتيجة اليأس». أما الأدوات التي كانت في المركز، «فبعضها موجود في ثانوية العائلة اللبنانية والقسم الآخر في مستودع منزل منصور».
يذكر منصور المشاكل التي واجهتها الجمعية من إغلاق قسم التلامذة المعوقين وإلغاء النشاطات التي كانت تقام لهم، ولم يعد هناك مركز لاستقبالهم. كان الاعتماد المالي الأساسي للجمعية من خلال حفلات الإفطار التي كانت تؤمّن 80 % من ميزانية الجمعية، ولكن هذه الحفلات توقفت نتيجة الأوضاع المعيشية السيئة.
ووزارة الشؤون الاجتماعية؟ لم تقدم الوزارة منذ عام 2005 النفقات المحددة للجمعية، حيث يقول رئيسها «هناك لجنة متابعة بيننا وبين الوزارة وكانت اللجنة تقدم التقارير للمساهمة بدفع الفواتير المستحقّة، لكننا لم نستطع أن نحصّل قرشاً واحداّ، وعند المراجعة كنا نسمع الكثير من الكلام. ولكن كل الكلام لا يهمّ المهم أن يسهموا».
من جهته، يشرح رئيس لجنة المتطوعين هاشم رحال أن اللجنة كانت تضم عشرين عضواً من الطلاب الجامعيين. يحدد رحال طبيعة عمل هذه اللجنة «كنا نقوم بنشاطات ترفيهية من كرمس، رحلات، ومخيمات للأطفال وكان المدخول يعود للأولاد، فكنا نجلب لهم الهدايا أو نؤمنّ القرطاسية».
مع كل العقبات التي واجهتها الجمعية لا يزال منصور يأمل أن يعاد افتتاح المركز مع بداية العام الجديد، فهم بدأوا بوضع خطة عمل جديدة تقتضي بتكليف الأعضاء مراجعة المواطنين والمؤسسات لجمع التبرعات وينصبّ الأمل على أصحاب الخير.