يحيى دبوقفي هذه الأثناء، ذكرت يديعوت أن ديكل موجود خارج البلاد، وينتظر ردود السيد نصر الله على مسألة إطلاق سراح عدد قليل من الأسرى الفلسطينيين، وموعد الصفقة، ومراحلها. وأضافت أنهم «في مكتب أولمرت أجابوا (الاثنين) عما نشر في الصحيفة اللبنانية «الأخبار»، التي جاء فيها أنّ صفقة تبادل الأسرى ستنفّذ يوم الجمعة أو يوم الأحد المقبلين، وقدّروا أن الصفقة لم تستكمل حتى الآن».
وتقاطع ما ذكرته يديعوت مع التقارير الإعلامية الإسرائيلية الأُخرى التي أفادت بأنه قبل عدة أسابيع اتّخذت حكومة إسرائيل قراراً أساسياً متعلّقاً بالصفقة، وعرض عبر الوسيط الألماني على حزب الله خياران: الأول، صفقة تنفّذ على مرحلة واحدة، يجري في إطارها إطلاق سراح اللبنانيين الخمسة المسجونين في إسرائيل (من بينهم سمير القنطار) وتسليم عشر جثث لعناصر من حزب الله، مقابل غولدفاسر وريغيف وتقرير مفصّل عن كل ما يعرفه حزب الله عن مصير رون أراد، وأنه قيل للوسيط الألماني صراحة إنه لن يطلق سراح فلسطينيين أو أردنيين أو سوريين مسجونين في إسرائيل كما يطلب نصر الله. والخيار الآخر الذي عرض على الوسيط الألماني كان منطوياً على تهديد، بحسب يديعوت، ومفاده أن إسرائيل ستعلن أن غولدفاسر وريغيف «قتلى غير معروف مكان دفنهما»، بعد ذلك تتوقف حكومة إسرائيل عن التفاوض على تبادل أسرى، وبدلاً من ذلك تبدأ مفاوضات على تبادل جثث قتلى سقطوا من كلا الطرفين. وبحسب التقارير الإسرائيلية فقد فضّل السيد نصر الله الخيار الأول.
وفيما أشارت يديعوت إلى أنه لم تُجمل كل تفاصيل الصفقة في الوقت الحاضر، إذ ليس هناك حالياً موعد ولا اتفاق على إجراء تبادل الأسرى، وأن هذه المواضيع تناقش في الوقت الحاضر بين ديكل والوسيط الألماني، وأنه فقط عندما يعود ديكل إلى إسرائيل بعد عدة أيام، سيتضح ما إذا كان هناك صفقة، ذكرت هآرتس أن عملية التبادل ستجري فوق الأراضي الألمانية، حيث تتوسط ألمانيا بين الطرفين، وذلك لأن إسرائيل تتحفظ على نقل عناصر حزب الله إلى لبنان عبر طريق رأس الناقورة، بسبب الخشية من أن يستغل حزب الله ذلك ويجعل منها تظاهرة انتصار قرب الحدود.
على صعيد المواقف، صرّح وزير الدفاع إيهود باراك بأن «إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها لإطلاق سراح الجنود الأسرى»، بينما قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فيلنائي إن بلاده ملزمة بإعادة جندييها الأسيرين لدى حزب الله، وأضاف فيلنائي لإذاعة الجيش الإسرائيلي أنه «رغم كل الألم جرّاء الثمن، إلا أننا ملزمون بعمل كل شيء من أجل إعادة جنودنا، حتى لو أن الحديث يدور عن إطلاق سراح سمير القنطار، ولأسفي فإن هذا ما سيحصل».