النبطية ــ الأخبارلم تأت نهاية الزيارة التي قامت بها القائمة بأعمال السفارة الأميركية ميشيل سيسون إلى منطقة النبطية، على قدر تمنياتها من حيث الاستقبال والاستهلال؛ فالضيفة «الثقيلة» التي استُقبلت بحفاوة في اتحاد بلديات الشقيف وبعض مدارس وجمعيات النبطية، اضطرت إلى المغادرة «تسلّلاً» من التظاهرة العفوية التي انطلقت ضدها في ميفدون، مندّدة بسياستها وسياسة بلادها في المنطقة.
فبعد الجولة الميدانية بموكب محروس من قوى الأمن الداخلي ومرافقي السفارة، على بعض مدارس وجمعيات منطقة النبطية، انتقلت سيسون إلى بلدة ميفدون، لتحل ضيفة إلى مائدة رئيس الهيئات الاقتصادية في محافظة النبطية الحاج عبد الله بيطار، ولدى شيوع الخبر، تجمّع حشد من المواطنين وانطلقوا بتظاهرة عفوية في محيط المنزل، هاتفين ضد سيسون وضد سياسة بلادها في لبنان، منددين بوقوفها إلى جانب العدو الإسرائيلي في حرب تموز 2006؛ مع الإشارة إلى أن هذه الزياة تأتي عشية الذكرى السنوية الثانية لحرب تموز.
أثارت التظاهرة قلق واستنفار مرافقي المسؤولة الأميركية؛ ما دفعهم إلى المسارعة في «لملمة» الزيارة وإخراج سيسون من المنطقة «تسلّلاً» وتأمين مغادرتها الفورية. إلّا أن الحظ تظاهر ضدها أيضاً، إذ إن إحدى سيارات المرافقة تعطّلت؛ ما حدا بعناصر قوى الأمن الداخلي إلى جرها بواسطة رافعة إلى خارج المنطقة.
وكانت سيسون قد وصلت إلى منطقة النبطية صباحاً، برفقة وفد من جامعة نيويورك الباني ومؤسسة «مرسي كور»، مستهلة زيارتها «الخدماتية» في بلدة حبوش، حيث التقت في مبنى بلديتها رئيس اتحاد بلديات الشقيف سميح جلال، حيث اطّلعت على مكننة العمل البلدي وبحثت في دور «مرسي كور» والأمم المتحدة في تقديم الخدمات العامة والبنى التحتية.
وبعد زيارتها مبنى «جمعية تقدم المرأة» في محلة كفرجوز، ولقائها رئيسة الجمعية سلمى علي أحمد، انتقلت إلى ثانوية البنات في كفررمان حيث تعرّفت إلى مشروع «مرسي كور» في الثانوية بالتعاون مع إدارة المدرسة ومجلس الشركاء المحلّيين الذي يتضمن إعادة تأهيل مختبر المعلوماتية وتقديم مولد كهربائي وتأهيل ملعب الثانوية، وإقامة 4 غرف مكان الكونتينيرات حيث يتعلّم التلاميذ.
وقد أشارت سيسون إلى أن هذه التقديمات «هدية من الشعب الأميركي ومن الضرائب التي يدفعها وهناك قسم منها يذهب للمساعدات»، ثم جالت في ملعب الثانوية واطّلعت على المساعدات المقدمة، وانتقلت بعد ذلك إلى مركز كامل يوسف جابر في النبطية حيث تفقّدت أقسامه.