بعيداً من الشيّاح وصخبه، تتابع قوات الأمم المتحدة مباريات فرقها في الجنوب اللبناني. في قرية حاريص القريبة من بنت جبيل، تتابع الكتيبة الإيطالية مباريات فريقها بحذر شديد، غالباً في مركزها ونادراً في بعض المقاهي، لكن انفعالات جنودها تصل إلى مسامع أهل القرية بوضوح كما أكد حسّان (34 عاماً) مبدياً انزعاجه من أصواتهم القوية. الظريف في الأمر أن حسّان من مشجّعي المنتخب الألماني، وكان يفضل على سبيل المزاح «كتيبة ألمانية في حاريص».الإيطاليون في صريفا يختلفون عما عليه في حاريص، فبعضهم يتابع المباريات في مكان واحد مع مشجّعين لبنانيين، ما يضفي جواً من الانسجام بين عناصر اليونيفيل وأهل القرية، وتختلط اللغتان العربية والإيطالية في جو من المزاح اللطيف، لم يعكّره شيء إلا خسارة إيطاليا القاسية مباراتها الأولى. لم تضف كأس الأمم الأوروبية نوعاً من التهدئة بين الشبّان اللبنانيين وحسب، بل انسحبت «الروح الرياضية» على علاقتهم بقوات الأمم المتحدة، وعزّزت الأجوء الإيجابية الموجودة أصلاً، فتجلّت معالم هذه الروح الرياضية بتوزيع بعض جنود الكتيبة الإسبانية في مرجعيون الحلوى على المواطنين إثر فوز إسبانيا على روسيا.