طرابلس ـ عبد الكافي الصمدوأكّد الشهّال لـ«الأخبار»، عقب مؤتمر صحافي عقده في مكتبه، أنّ اللقاء «مفتوح للنقاش مع من لم يكن حاضراً فيه، بهدف التحاور للوصول إلى تفاهم سلفي يجمع الصف في الشمال ولبنان، عبر ميثاق تعاوني جامع، دفاعاً عن أهل السنّة والجماعة».
ورأى الشهّال أنّه «إذا كان ثمة خلافات، فإنّ تذليلها ليس مستحيلاً، ونحن نعمل على تخفيفها. ولا نذيع سرّاً إن قلنا إنّ ما حدث في بيروت جعل السلفيين قاطبة، حتى الذين يختلفون في الرأي، في خندق واحد. وهذا ظهر في مواقف أكثر من جهة سلفية، وعبّر عن توافق داخلي بينهم».
وعن أسباب غياب بعض الوجوه السلفية المعروفة عن اللقاء بالمفتي الشعّار، لفت الشهّال إلى أنّ الشيخ داعي الإسلام الشهال لم يحضر لأنّه «يعمل منذ مدّة بصورة منفردة، ولا يدّعي أنّه ناطق رسمي باسم كلّ الجمعيات السلفية. ويبدو أنّه يرتاح إلى هذا الأسلوب، وسنتداول وإياه كي يكون معنا في التجمّع السلفي الذي نزمع إنشاءه. أمّا بعض العلماء الآخرين فغيابهم سببه عدم دعوتهم، أو انشغالهم أو سفرهم».
وعن فكرة التجمّع السلفي المرتقب، قال الشهال «نعمل على إيجاده ودعمه منذ فترة طويلة، واللقاء مع المفتي خطوة أولى نحو إنشائه، لأنّنا نحلم بحالة سنّية تشبه الحالة الشيعية»، وتساءل: «لماذا يكون الآخرون متفقين ونحن متفرقين؟». وعن نظرته إلى العلاقة مع حزب الله، قال الشهّال «إنّنا مستعدون للحوار معه إلى أبعد الحدود، رغم الأذى الذي ألحقه بطائفتنا في بيروت وغيرها، لأننا أصلاً دعاة هداية، ولسنا دعاة فتنة وسفك دم». وردّاً على حملة التخويف من السلفيين، ردّ الشهال «إنّهم يفعلون ذلك لأنّ السلفيين أهل علم ومبدأ، وهم يفهمون تاريخ التشيّع جيداً، ويأملون أن يكون الحوار المرتقب علمياً وهادئاً ومثمراً، لتخفيف الاحتقان المذهبي واستمرار التواصل، رغم الخلاف بين السنّة والشيعة في لبنان والعالم»، موضحاً أنّه «ليس الخطير أن نختلف مذهبياً وفكرياً، بل منع الحوار، والتقاتل انطلاقاً من التعصّب غير المستنير». وعن علاقته مع تيّار المستقبل أوضح الشهّال «إنّنا نعدّه جزءاً أساسياً في الساحة السنّية، فحين توجّه إليه ضربة تكون مضموناً ضربة للسنّة. لذلك نجد أنفسنا مدفوعين إلى الدفاع عنه، لأنّه دفاع عن المظلوم ضد الظالم، ويدخل تحت عنوان الدفاع عن النفس»، إلا أنّه قال: «لنا انتقادات على المستقبل، ونعتقد أنّهم لم يردّوا لنا التحية بمثلها يوم وقفنا معهم عام 2005، وكنّا من أسباب تحقيقهم النتائج الانتخابية المذهلة في الشمال. ومع ذلك، فنحن منهم وهم منّا، إلا إذا طغت العلمانية علناً على المستقبل، واستبعد الإسلام عقيدة وفكراً، فالموقف حينئذ يتغير».