رامي زريقإنها أيام صعبة على الجميع، وخاصة على طلاب العلا.
يسهرون الليالي منكبين على كتبهم يحضّرون أنفسهم لامتحانات آخر السنة. يبذل طلاب البروفيه أقصى جهودهم لحفظ دورس التاريخ والجغرافيا والتربية المدنية. هذه المواد صعبة ومحشوة بمعلومات يرى الكثيرون أنها تافهة لأنها لا تندرج ضمن المواد «المهمة» مثل الرياضيات والعلوم واللغات.
ولكن البرنامج غني ومشوق لمن يهتم بشؤون البلد ويريد أن يفهم الواقع اللبناني. لنأخذ مثلاً كتاب التربية المدنية، الذي يحتوي على جزء خاص بالمقاومة، والذي يذكّرنا بأن لبنان يحتفل رسمياً بعيد التحرير في تاريخ 25 أيار من كل عام. وفي الدرس الخاص عن هوية لبنان العربية، هناك فقرة تعرّف عن الصهيونية كحركة عنصرية، وأخرى تنقل جزءاً من رسالة حاييم وايزمان إلى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج تعود إلى عام 1919 يعبّر فيها وايزمان عن الأطماع الإسرائيلية بمياه الليطاني. أما كتاب الجغرافيا المعتمد في المنهج الرسمي للشهادة المتوسطة فيعرّف عن المنطقة التي تقع جنوب حدودنا بفلسطين المحتلة، في الوقت الذي أصبحت تلك التسمية تعدّ من قاموس اللغة الخشبية وتغيب عن أكثر وسائل الإعلام الرسمي والحزبي. وفي الكتاب نفسه معلومات قيمّة عن الواقع الزراعي والتفاوت في الملكية الزراعية، نتعلم مثلاً أن أقلّ من 3،5% من الملاكين الزراعيين يملكون 41% من مجال الأراضي الزراعية، وهم غير مهتمين باستثمارها ويهلمونها.
وهذا يعدّ ــــ حسب كتاب البروفيه ــــ سبباً رئيسياً لاضمحلال الإنتاج الزراعي.
إنها فترة الامتحانات الصعبة. يجهّز الجميع أوراقهم، بمن فيهم بعض أعضاء الحكومة المقبلة المنكبين على صياغة البيان الوزراي، فهل يا ترى سيأتي البيان على المستوى الذي نتوخاه من طلاب البروفيه؟