محمد محسنقد ينزعج البعض لمجرد ذكر اسمها. تشبيه الغير بها يأتي دائماً من باب الإهانة. الغبية التي تدفن رأسها في الرمل، لها من الفوائد ما «يرفع» هذا الرأس. الإنتاج المتنوع الذي يمكن أن ينتج عن النعام يتيح لأضخم طائر على سطح الأرض أن يحضر بقوة على الموائد. بيد أن الإهمال الناتج من سيطرة الدجاج والمواشي على الساحة، يمنع هذا الحضور.
اللحم والبيض والزيت كسلع استهلاكية، تجد لها مكاناً واسعاً في جسد النعامة. ما زال لحمه قليل الانتشار في لبنان، لدرجة أنه خصّصت شركة خاصة ثلاث مزارع فقط لتربيته. اللافت أن لحم النعام يمكن أن يحل مكان لحوم الحيوانات الأخرى، في جميع المأكولات الشرقية والغربية. إذ كما يمكن صناعة الكبة أو الكفتة من لحم النعام، يمكن أيضاً صناعة الفاهيتا والبوريتو.
فوائد هذا النوع من اللحم كثيرة، أهمها أنه قليل الدسم، حيث تحوي نسبة الدهون غرامين في كل مئة غرام. ويضاف إلى ذلك غناه بالفوسفور والحديد. وتساعد طراوته في الطهي والمضغ، كما تسهل عمليات الهضم. والأهم، أن عشرين ألف ليرة تكفي لشراء كيلوغرام واحد من لحم النعام.
أما بيض النعام فيمتاز باحتوائه على أملاح معدنية ومضادات أكسدة، وفيتامينات يصل تركيزها إلى ثمانية أضعاف بيض الدجاج. معدل وزن البيضة كيلو ونصف، ويبلغ سعرها خمسة عشر ألف ليرة. لا يمكن استنفادها في وجبة واحدة، وبعد الانتهاء من محتواها، كثيراً ما تستعمل لأغراض الزينة.
المؤكد أن غباء طائر النعام لا ينتقل عبر الطعام. بعكس لحم البقر الذي ينقل بعضه مرض «جنون البقر». ليس هجوماً على المواشي بل دفاعاً عن نعامة ظلمها غباؤها، ولا نعرف قيمتها إلا بعد موتها.