قاسم سهيل قاسميسود انطباع عام في لبنان أن استخدام مصطلح لاجئ يعني بالضرورة أن يستُتبع بكلمة «فلسطيني». إلّا أن «اليوم العالمي للاجئ» الذي عقد أمس في مسرح بابل في بيروت، بدعوة من مفوضية الأمم المتحدة للاجئين كان مخصّصاً لللاجئين في لبنان من مختلف الجنسيات الذين يتشاركون في صفة اللجوء مع الفلسطينيين لكنهم يتمايزون عنهم في الأسباب والظروف التي أدت بهم إلى هذا المصير.
عبّرت الرسوم الموجودة عند مدخل المسرح عن مخاوف اللاجئين العراقيّين، وقد جسّدت هذا الخوف رسوم الأطفال العراقيين. رسم أطفال العراق لوحاتهم أملا بعراقٍ جديد، أحدها يرمز إلى عراق الغد ببرج بابل وحدائقه السبع، آخر يناشد فيه طفل والدته طلباً للحماية بقوله «والدتي تحميني من الحرب».
اجتمع اللاجئون من مختلف أنحاء العالم في مسرح بابل، حيث كان يومهم حافلاً بالأنشطة من معرض للحرف اليدوية، إلى رسوم فنيّة للمحترفين والأطفال، ورقصات فولكلورية (سودانية، وعراقية)، إلقاء شعر، مسرحيات، أغانٍ تراثية، وفيلم عراقي تحت اسم «الرحيل المؤلم». لم تغب المهارة اليدوية عن حرفيات اللاجئين، حيثُ نقشوا آثار بلادهم على كل قطعة صنعوها أو لوحة رسموها.
يشكو كاظم علوان وهو مشارك في المعرض من أن «أوضاعنا كلاجئين عراقيين صعبة جداً، لا نملك الحماية الكافية، والمساعدات الطبية التي تقدمها الأمم المتحدة تغطي نسبة 70 أو 80 في المئة فقط». ويعلّق على احتفال اليوم بأن الإقبال «ضعيف جداً، وليس هناك دعم من أي جهة، وبالتالي لا اهتمام بأعمالنا اليدوية».
من جهتهما، تقف الشقيقتان أمينة وميمونة دومبويا خلف معروضاتهما. تشرح أمينة أنها تركت بلدها الأم سيراليون منذ ثلاثة عشر عاماً نتيجة النزاعات الدائرة هناك، وتشير بلهجة لبنانية صحيحة إلى الأكسسورات التي صنعتها يدوياً بأن إقبال الناس جيد ولكن «زهق وشوب».
ومع اقتراب موعد بدء الاحتفال، بدأ المسرح باستقبال الوافدين، يعمل القيمون على تنظيم الحضور وإضافة اللمسات الأخيرة قبل انطلاق الاحتفال. «نشاطنا اليوم عبارة عن مهرجان اللجوء» بحسب المخرج المسرحي جواد الأسدي. الذي أضاف: «إنها المرة الأولى التي يحصل فيها نشاط مثل هذا في المسرح، وبصفتي عراقياً حاولت تسهيل كل الإمكانات لإنجاح هذا الاحتفال».
توالت الكلمات التي تشرح معاناة اللاجئين، والغياب القسري عن أوطانهم. وكما كانت أمنيات أغلب اللاجئين بالعودة إلى بلادهم فلا شيء يعوّض عن «أرض الوطن». وبمناسبة يوم اللاجئ العالمي شدد مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب على توفير الشروط الإنسانية للاجئين بحسب المواثيق الدولية وشرعة حقوق الإنسان بدءاً من الفلسطينيين إلى العراقيين والسودانيّين. كما وجّه المركز تحية إلى كل اللاجئين قسراً إلى البلدان الأخرى، وخاصة اللاجئين الفلسطينين والعمّال الأجانب.