جمعت كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة القديس يوسف، صوراً التقطها أساتذتها وطلابها خلال زيارتهم إلى الجمهورية اليمنية، في معرض بعنوان «Portes et Portraits du Yémen».
قاسم سهيل قاسم
حلَّ اليمن ضيفاً في اليسوعية، فعكست الصور واقعاً غير الذي يعرض على الشاشات. يتنقّل الزائر عبر الصور من مكان إلى آخر داخل اليمن، ليدخل سوق الملح، ومنه إلى معبد بلقيس، فيشاهد بيوتاً من الطوب في وادي الدهار ودار الحجار. كل هذه العوامل الجذّابة دفعت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القديس يوسف إلى تنظيم معرض صور تحت اسم Portes et Portraits du Yémen . يضم المعرض ما يفوق الخمسين صورة التقطها هواة في الجامعة خلال رحلة إلى مملكة سبأ في اليمن.
قسّمت صور المعرض إلى فئات نسبةً إلى كل مدينة وكانت الأولوية للعاصمة صنعاء، تظهر جمال المدينة القديمة وحفاظها على تراثها والاندماج مع الحداثة. تطغى الخلفيات السوداء على المعرض، حيث علّقت الصور عليها وهو ما أضاف «جمالية إلى الصور» كما تقول ساريا وهي إحدى الطالبات. بعد صنعاء تعدّدت الصور عن البيوت التراثية، الأسواق القديمة، المناظر الطبيعية، الآثار التاريخية، المجتمع اليمني والثروة السمكية في البلاد. مرفقة بشرح عن مكان التقاطها ما يسهّل على الزائر فهمها.
وبإمكان زائر المعرض أن يشاهد إضافةً إلى طبيعة اليمن وتراثها خصوصية المرأة اليمينة، ويظهر ذلك من خلال صور المعرض التي تشير إلى ارتباط هذه المرأة بتراثها، من خلال ثيابها ورسم الحنّة التي على يديها. كما يشاهَد الرجل اليمني بثوبه وخنجره، واقفاً في حقله أو في سوق السمك على شواطئ البحر الأحمر. كذلك لم يغب الأطفال اليمنيون عن صور المعرض، فهم إما يلعبون أمام بيوتهم الترابية أو يجلسون على عتبات الجوامع القديمة، فتروي إحدى الصور قصة إمرأة تعيش مع ستة عشر ولداً في الصحراء وتنعكس ملامح الصحراء القاسية على وجهها ويديها.
من جهتها، تشرح مديرة فرقة السياحة في الكلية ليليان بركات كيف بدأت الفكرة، «كنا نأخذ الطلاب في رحلات سياحية وذلك منذ عام 1991 حتى 2003، وبعدها توقّفت نتيجة الغلاء الحاصل واقتصرت على الأساتذة وأصدقائهم ومن يرغب من الطلاب. وكان هؤلاء يلتقطون الصور بكاميراتهم الخاصة ويحتفظون بها».
في نيسان العام الماضي، ذهب الأساتذة في رحلة إلى اليمن وقد «أغرموا باليمن بسبب جماله الطبيعي»، ما حفزّهم على إعادة التجربة هذا العام والتقاط العدد الأكبر من الصور لتكون هي نواة المعرض. وتذكر بركات أسماء الذين التقطوا الصور وهم كريستيان توتل، ليلا كاسباريان، وهاني عبد النور. وعلى الأثر قام منظّمو المعرض بتكبير هذه الصور.
يشرح منسّق لجنة النشاطات الثقافية والاجتماعية في الجامعة كريستيان توتل أن الحضور في المعرض جيّد، إذ إنّ طلاب الكليات المجاورة أتوا لزيارة المعرض «كما شهدنا حضوراً من السفارات المحيطة بنا ومنها السفارة الفرنسية».
وأجمعت آراء الطلاب على جمال اليمن «المستتر، الذي لا يظهره الإعلام». تقول الطالبة سارة
إنها فوجئت بجمال البلد، «كان هذا المعرض باباً للتعارف على ثقافة وحضارة اليمن». أما طالب الإخراج والتمثيل، جيلبير فيقول: «تعرفت إلى اليمن والمجتمع اليمني من خلال الصور، وعلمت أشياء لم أكن أعرفها عن هذا البلد».
يستمر المعرض حتى 26 من الجاري، ويتمنّى القيّمون عليه الحضور الكثيف للزائرين ليروا جمال هذا البلد، وليكون فسحة للتعرف إلى هذا البلد، وليشاهدوا الوجه الجمالي له، وخصوصاً وهو يعاني تعتيماً إعلامياً لا تظهر فيه غير الصراعات الدائرة فقط.