جوانّا عازار«المعروف عن قضاء جبيل أنّه يختزن الكثير من السياسة والقليل القليل لا بل العدم من الطائفيّة». من هنا، يقول عضو تكتّل التغيير والإصلاح النائب عبّاس هاشم «إنّ التيّار الوطني الحرّ الذي يرتكز على المواطَنَة يلاقي هذا المدّ من التوافق مع شعور أبناء المنطقة»، لذا يرى أنّ حالة الانتشار الواسعة للتيّار في جبيل والقضاء هي «نتيجة تماثل طبيعيّ بين أفكار المواطن الجبيليّ وشرعة التيّار».
وعلى أبواب مرحلة جديدة يقول الهاشم «إنّ التكامل بين كلّ من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والعماد ميشال عون يجسّد حالة وطنيّة كاملة، ويؤسّس لتكامل جبيليّ يمنح أبناء المنطقة فرصة تحقيق أمنياتهم، ويمنح جبيل فرصة إدراجها على الخريطة الإنمائيّة»، مضيفاً «إنّ انتخاب الرئيس سليمان مثّّل فوزاً لفكر أنصار التيّار الوطنيّ الحرّ ومبادئهم».
ويقول منسّق هيئة قضاء جبيل في التيّار طوني أبي عقل في هذا الإطار: «التعاطي هو بالانفتاح، واليد ممدودة لرئيس الجمهوريّة ولدعم مسيرة العهد لبناء الدولة الحديثة»، مضيفاً «إنّ نضال التيّار على مدى الأعوام الماضية كان للوصول إلى خلاص الجمهوريّة، وقد تحقّق جزء كبير منه بالوصول إلى بعض الحقوق التي ناضل التيّار لبلوغها، ومنها إعادة مشاركة المسيحييّن في السلطة، والتوصّل إلى قانون انتخابي كان أفضل الممكن في هذه
الفترة».
وعند سؤاله عن الكلام عن تململ العونييّن لعدم وصول العماد عون إلى الرئاسة، يميّز أبي عقل بين الدور والموقع قائلاً: «نكتفي كتيّار بأنّنا قمنا ولا نزال بالدور المطلوب لأنّه يمثّل الأولويّة بالنسبة إلينا قبل الوصول إلى أيّ موقع»، مضيفاً: «كان يمكن العماد عون أن يصل إلى الرئاسة لو قبل بالصفقات التي عرضت عليه».
على أبواب المرحلة الجديدة بعد انتخاب الرئيس سليمان يقول أبي عقل إنّ «العمل السياسي في جبيل والقضاء يستكمل على نحو عاديّ كما كان يحصل سابقاً»، أمّا الحيّز الأكبر فيبقى الإعداد للانتخابات النيابيّة على جميع المستويات، من تجميع قواعد البيانات إلى متابعة الاتّصالات مع الفاعليّات الاجتماعيّة والسياسيّة في
القضاء.
فالتيّار الوطني الحرّ هو في صدد الإعداد تنظيميّاً ولوجستيّاً للانتخابات بالاشتراك مع الهيئات المحليّة والمندوبين الملتزمين مع التيّار والمنتشرين في كلّ قرى القضاء.
ويبقى الهدف الأبرز، كما يقول أبي عقل «التوجّه في الدرجة الأولى إلى الناس بوسائل عدّة لتوضيح الموقف السياسيّ الخاصّ بالتيّار عبر النشاطات واللقاءات السياسيّة والشعبيّة بمشاركة نوّاب المنطقة والكوادر الحزبيين، وذلك لمتابعة التواصل الذي لم يتوقّف مع المواطنين من خلال الإعلام والمواقف الرسميّة للعماد عون وتكتل التغيير والإصلاح لأن اعتمادنا هو على إقناع الناس»، ويبقى إمكان تحقيق ذلك أكثر إتاحة خلال فصل الصيف إذ يتوافر الناس في قراهم أكثر.
ويعمل التيّار في جبيل والقضاء على «تحقيق مشاريع عامّة ممكن أن تفيد المنطقة إنمائيّاً». فقضاء جبيل عانى الحرمان خلال الفترة السابقة، ورغم أنّ فترة المشاركة في السلطة هي قصيرة وغير كافية لتحقيق إنجازات كبيرة كما يقول أبي عقل، فإنّ التيّار سيؤسّس لمشاريع عديدة.
ويردّ أبي عقل على من يراهن على تراجع شعبيّة التيّار الوطني الحرّ في جبيل والقضاء بالقول «إنّ الانتخابات الديموقراطيّة هي التي ستحكم وليس التنظير في الصالونات، فالتيّار يحتكم دائماً إلى الشعب لكونه وحده صاحب القرار، ونحن نطمئنّ دائماً إلى قراره.
فوضع التيّار، باختصار، في جبيل والقضاء جيّد سياسيّاً وانتخابيّاً». فيما يعلّق النائب هاشم بالقول: «من المبكر جدّاً الحديث عن الانتخابات النيابية لأنها ستجري في صيف 2009، ولكن بعدما حسمت الدوائر بتقسيماتها انطلاقاً من اتّفاق الدوحة، أصبح هامش التباين محدوداً لا بل معدوماً، لأنّ جبيل التي حسمت أمرها عام 2005 لن تكون إلا كما كانت، وبالتالي ما يقرّره التيّار سيجسّد إرادة أبناء جبيل».