غسان سعودبعدما استهلك شعار «كل ماروني مرشح لرئاسة الجمهوريّة» يجد اللبنانيّون أنفسهم أمام معضلة جديدة أساسها أن «كل مسيحي مشروع نائب». ففيروس «التفكير جديّاً في الترشح للانتخابات» ينتشر بقوة هذه الأيام على طول الأراضي اللبنانيّة وعرضها.
لكّنه يزداد حدّة في الأوساط السياسيّة المسيحيّة حيث يجاهر الكل، حتى أصغر الناشطين في الحياة السياسيّة، بنيّتهم الترشح للانتخابات النيابيّة.
وفيما لا تزال الأمور «تحت السيطرة» في حزب القوات اللبنانيّة، تبرز اندفاعة عونيّين وكتائبيّين كثر لإبلاغ المحيطين بهم نيّة الترشح، وبدء الإعداد للمعركة. المضحك هنا أن بعض هؤلاء يحاضرون ساعات حول أحقيتهم في الترشح.
ويرى ناشط عوني في كسروان، مثلاً، أنه أحق في الترشح من الوزير السابق فارس بويز أو من النائب نعمة الله أبي نصر، نظراً إلى دور هذا الشاب على صعيد استعادة اللبنانيين لحريتهم وسيادتهم واستقلالهم.
فيما يُطيِّب له المتحلقون حوله على أساس أن «التغيير الحقيقي» يكون بإبدال الطاقم القديم بآخر شاب.
هذا في المزاح، أما في الجد فسيجد التيار والكتائب نفسهما أمام مشكلة كبيرة (من عكار إلى جزين) مع الواثقين بأهميتهم التشريعيّة.
ففي عكّار هناك مقعدان أرثوذكسيان وأكثر من أربعة مرشحين مفترضين للمعارضة، بينهم النائب السابق كريم الراسي، ووزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال يعقوب الصرّاف، ومرشح التيّار عام 2005 جوزف شهدا، إضافة إلى حق نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس بتسمية مرشح نظراً إلى خدماته، مع العلم أن الحزبين القومي والشيوعي يتطلّعان إلى ملء أحد المقعدين أيضاً وأن هذين المقعدين اللذين يشغلهما النائبان رياض رحال وعبد الله حنا يثيران شهيّة الموالين أيضاً، إذ تسنّ القوات اللبنانيّة أسنانها على أحدهما، ويتطلع رئيس حركة التغيير إيلي محفوض إلى إهدائه الثاني. فيما تتطلع الكتائب إلى المقعد الماروني في هذه الدائرة، ويحكى عن اسمين كتائبيين بترونيين يطمحان إلى دخول الندوة البرلمانيّة، هما: سامر سعادة وميشال خوري، وتصطدم أحلامهما بترونياً بوجود النائبين أنطوان زهرا وبطرس حرب.
وفي الأسماء الجبيلية (يمثل قضاء جبيل بثلاثة نواب، اثنان مارونيان وواحد شيعي)، هناك ثلاثة كتائبيين طامحين هم: رئيس إقليم جبيل الكتائبي طنوس قرداحي وروكز زغيب وجورج كسّاب، ينافسون أربعة أسماء بارزة بين قوى آذار هي: روجيه إده، كارلوس إده، فارس سعيد، وناظم الخوري.
يقابلهم عند التيّار النائبان الحاليان شامل موزايا ووليد خوري والمسؤولون في التيّار بسام الهاشم، أدونيس العكرا، سيمون أبي رميا، ناجي حايك (عضو اللجنة المسيحيّة الرباعيّة). أما كسروانيّاً، فالطامحون العونيون لشغل المقاعد المارونيّة الخمسة (النواب الحاليون: ميشال عون، نعمة الله أبي نصر، فريد الخازن، جيلبرت زوين، ويوسف خليل) كثر أيضاً، أبرزهم: فادي بركات، نعمان مراد، ومنصور صفير. وسط توقعات أن يصرّ النواب الحاليون على ترشحهم، وينضمّ إليهم موارنة معارضون آخرون يأملون دعم بكركي.
فيما تبدو الموالاة مرتاحة في هذه الدائرة إذ إن ثابتها الوحيد هو النائب السابق منصور البون في ظل عدم حسم النائب السابق فريد هيكل الخازن موقعه، وانحسار الأسماء الكتائبيّة بألكسندر رزق.
أما في المتن، فيُحكى عن مزاحمة من طانيوس حبيقة وآلان عون للموارنة الأربعة في تكتل التغيير والإصلاح (كميل خوري، ابراهيم كنعان، نبيل نقولا، وسليم سلهب)، ويقال إن شارل جزرا يطمح إلى شغل مقعد إدغار معلوف الكاثوليكي. وهو المقعد الذي يتطلع إليه كتائبياً ميشال مكتف، ومعه ثلاثة كتائبيّين موارنة هم: أمين الجميّل، سامي الجميلّ، وجورج جريج (المرشح المحتمل لشغل الحقيبة الوزرايّة الكتائبيّة).
وفي بعبدا، يكثر الطامحون الكتائبيّون فيبرز رئيس إقليم بعبدا موريس أسمر، رئيس بلدية الحازميّة جان أسمر، توفيق أنطوان غانم، محافظ البقاع السابق دياب يونس، مدير الفرع الثاني في كلية الفنون سابقاً جورج أبي نادر.
وعلى هامش الأسماء، يبرز دخول المتموّلين بقوة على الخط، إذ باتت معظم الأحزاب تحسب حساب هؤلاء. فيما يرى خبير في الانتخابات أن شهوة النيابة قديمة، لكنها ستنحسر مع اقتراب موعد الاقتراع، وخصوصاً على الصعيد الحزبي، لأن تصغير الدائرة، يضيّق حظوظ الحزبيين لحساب الزعامات العائليّة والمناطقيّة والماليّة
الصغيرة.
وهنا يفترض بالطامحين أن يتواضعوا آخذين في الاعتبار المعطيات المناطقيّة التي لا يمكن تجاوزها. فيما يشرح أحد الخبراء أن نسبة الترشح انخفضت إلى قرابة ثلاثة مرشحين للمقعد الواحد في انتخابات 2005 مقابل نسبة قاربت الخمسة للمقعد في انتخابات
2000.