انقلب خزان مياه على فتى سوري الجنسية مجهول الهوية، في مكان غير بعيد عن مخفر الدرك في المريجة. سُلِّمَت الجثة إلى عم القتيل لينقلها إلى بلاده. أما التحقيق، فجرت، بحسب مصدر أمني، «لفلفته». فالقتيل سوري، وليس في هذه البلاد من يطالب بحقه. الأمر لم يتوقف عند حد القتل (ليس بالضرورة عمداً) وعدم المطالبة بمحاسبة مسبّب القتل، فقد حاول بعض المعنيين بالحادث إلصاق تهمة سرقة سيارة البيك أب التي كانت تحمل خزان المياه، بالقتيل (حسب أحد الشهود العيان).الحادثة جرت منتصف الأسبوع الفائت، وصاحب البيك أب حرّ طليق. فبعدما استمعت القوى الأمنية لإفادته، تركته لقاء سند إقامة. وللحادثة أكثر من رواية تقاطعت عند الآتي: كانت الشاحنة الصغيرة المحملة خزان المياه بقيادة ابن صاحبها ومعه شقيقه، وهما لا يتجاوزان السابعة عشرة من العمر. وكانا يقصدان مكاناً لتعبئة الخزان بالمياه ثم توزيعها، من دون علم والدهما. وقد اصطحبا معهما الفتى السوري الذي يبلغ عمره 17 عاماً، والذي يعمل في مؤسسة يملكها والدهما. صعد الفتى السوري على ظهر البيك أب، وعندما وصل الثلاثة إلى الطلعة المقابلة لمخفر المريجة، انقلب البيك أب وسقط خزان المياه فوق جسد الشاب السوري، الذي لقي حتفه. وعندما حضرت دورية من الدرك إلى المكان، تجمهر نحو 100 شخص من أقارب صاحب البيك أب الذي هرب ابناه القاصران إلى مكان مجهول، فغادرت الدورية المكان. لاحقاً، حجزت القوى الأمنية الآلية التي انقلبت، واستمعت إلى إفادة صاحبها، ثم أطلقته لقاء سند إقامة. التحقيق توقف، وحتى اليوم لم تقم القوى الأمنية بأكثر مما ذُكِرَ أعلاه. والنتيجة الوحيدة إضافة اسم جديد على لائحة القتلى المنسيين.
(الأخبار)