لمناسبة مرور 3 سنوات على استشهاده، حضر جورج حاوي في عدة قداديس وأنشطة واحتفالات عكست حدة الانقسام السياسي والعائلي حول الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي اللبناني، الذي قضى حياته مناضلاً ومقاوماً ثورياً وواقعياً في آن. حاوي الذي استشهد في عملية اغتيال غادرة في وضح النهار قرب منزله في بيروت، فاضت منابر ذكرى اغتياله بخطابات يسارية و«آذارية» وفلسطينية، فيما لم يكشف حتى اللحظة عن التقدم المحرز في التحقيقات لمعرفة القتلة وسوقهم إلى العدالة.«الحزب الشيوعي اللبناني» أحيا الذكرى بالتزامن مع إحياء «يوم الشهيد الشيوعي»، في قصر الأونيسكو، أمس، بحضور ممثّلين عن الرؤساء الثلاثة وعدد من ممثّلي الأحزاب والفصائل والهيئات والجمعيات. الوزير السابق الدكتور عصام نعمان دعا «القوى الحية داخل التنظيمات الوطنية واليسارية الديموقراطية والإسلامية الثورية وخارجها إلى عقد مؤتمر وطني جامع هدفه التصدي للطبقة السياسية القابضة».
رئيس «التنظيم الشعبي الناصري»، النائب الدكتور أسامة سعد، دعا «الرفاق» في الحزب الشيوعي اللبناني وكل القوى الوطنية والديموقراطية إلى نضال وطني مشترك في مواجهة تحديات المرحلة. وألقى مروان عبد العال كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قال فيها: «تحية لشهداء الحزب الشيوعي شهداء الوطن، كانوا منه وله. فجورج حاوي، بعد مرور ثلاث سنوات على استشهاده، نراه يزداد سطوعاً». وتحدث كميل داغر باسم القوى اليسارية فقال: «إن أجمل وأرقى تكريم للشهيد الشيوعي، في يومه هذا، إنما هو إعادة الاعتبار إلى الحلم الذي سقط من أجله، وسوف نعيد الاعتبار إلى هذا الحلم حين نستعيد الثقة بقدرتنا». وتحدث علي فيصل باسم «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، فدعا إلى «صياغة العلاقات الفلسطينية ــــ اللبنانية بوجه جديد على قاعدة التقييم والتقويم». المحامي فؤاد شبقلو رأى أن حاوي «كان يحذّر من منحى مصادرة القرار اللبناني ومنحى العداء لسوريا».
وألقى الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» الدكتور خالد حدادة كلمة جاء فيها: «يحاولون التنظير على الحزب الشيوعي بفهمه للمقاومة. نقول لهؤلاء إن التغيير عندما أطلقه الحزب ربط عملية التحرير بالتغيير.... التغيير الحقيقي يجب أن يطال أسس هذا النظام، هذه الصبغة الطائفية ونظام التبعية».
وكان قد سبق احتفال الشيوعي في بيروت، قداس وجنّاز قبل الظهر في كنيسة مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس في بتغرين لراحة نفس الشهيد حاوي بدعوة من عائلة الشهيد، رأسه المطران إلياس نجم. وبعد القداس، تقبّلت العائلة التعازي، وانتقل الجميع إلى ضريح الشهيد. وألقى نجله رافي مادايان كلمة للمناسبة استذكر فيها «رجل العقل الذي دعا إلى حوار العقل واتحاد أصحاب العقل في لبنان بدلاً من أصحاب الحروب الطائفية التي تخدم المشروع الأميركي والإسرائيلي في المنطقة». وللمناسبة، قام اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني بزيارة إلى نصبه القائم في مكان استشهاده في وطى المصيطبة، وأضيئت الشموع قرب النصب، ووزعت الورود على المحتشدين.
إلى ذلك، أحيت مؤسسة جورج حاوي واللجنة الشبابية لإحياء ستينية النكبة الذكرى، أول من أمس، في قصر الأونيسكو، وتعاقب على الكلام عدد من المتحدثين منهم: لما جورج حبش، الزميلة سعدى علوة، ونارا حاوي باسم مؤسسة جورج حاوي. واختتم الاحتفال بإلقاء بعض من أشعار المناضل جورج حاوي، مع لوحة تعبيرية، وفيلم وثائقي. وللمناسبة، رأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، القداس الإلهي لراحة نفس حاوي في كنيسة القديس نيقولاوس، أول من أمس، حضره عدد من الوزراء والنواب والشخصيات من قوى 14 آذار، ووزعت خلاله كلمة باسم أشقاء الشهيد عُرض فيها «لمسيرة 14 آذار الاستقلالية... التي لم يثنها غزو العاصمة من قبل الميليشيات المذهبية والأصولية بأمر عمليات من الخارج، ولم يكن غريباً أن يمهد لهذا الغزو بعملية دس رخيصة استهدفت إدخال الزغل إلى قضية الشهيد جورج حاوي، وحرف الأعين عن المتهمين الحقيقيين والتعرض للعلاقات التاريخية التي جمعت الشهيد جورج حاوي بالزعيم الوطني وليد جنبلاط».
(الأخبار، وطنية)