فداء عيتانياهتمت سفارة الولايات المتحدة في بيروت بتوزيع خبر عن تخصيص 22 مليون دولار أميركي في مؤتمر الدول المانحة في فيينا لإعادة إعمار «البارد» والمناطق المتضررة من حرب البارد، دون أن تنسى السفارة التذكير بأن بلادها سبق أن قدمت منحة بقيمة 13.5 مليون في العام الماضي للغاية نفسها. في مناسبات سارة مشابهة يصبح التذكير بالماضي من قلة اللباقة، فلا ينفع التذكير بنزول المارينز في الخمسينيات على شواطئنا،وانسحاب المارينز عام 1982 للسماح للقوات اللبنانية والجيش الإسرائيلي بارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا، وعودة المارينز لدعم حكم أمين الجميل (الذي سماه وليد جنبلاط سوموزا بعبدا حين كان البيك اشتراكياً) كما يصبح من قلة التهذيب التذكير بما فعلت «نيو جرسي» بالجبل. ولكن لا بد أن نسأل عما نقلت المروحيات الأميركية في زياراتها للسفارة خلال معارك بيروت، ومن هم المستشارون العسكريون الذين تتحدث عنهم الصحافة الغربية والذين يعملون على تدريب الجيش، وعلى ماذا بالتحديد يدربونه، ولماذا تتجاهل بيانات السفارة مساعدات لوجستية مهمة كهذه، وتذكّرنا بما تصدقت به على المخيمات المدمرة؟