رضوان مرتضىكان ممدوح خ. (سوري الجنسية) يعمل في قطاف العنب في بلدة قليا البقاعية لدى المدعو محمد م. عندما عرَض عليه الأخير العمل معه في ترويج العملة المزوّرة. وافق ممدوح على العرض. بدأ العمل، ولم تكن عمليته الأولى صعبة، لاقتصارها على نقل مبلغ عشرين ألف ليرة سورية مزيفة إلى ساحة شتورا وتسليمها لعلاء ح. بالقرب من البنك الفرنسي. في المرة الثانية، استلم ممدوح من محمد م. 18 ألف ليرة سورية مزورة لترويجها.
توجه ممدوح إلى صبرا حيث يعمل مواطنه أديب ص. ناطوراً لورشة هناك، وعرض عليه العمل معه في ترويج العملة المزوّرة في مخيمي صبرا وشاتيلا. وافق الأخير على العرض واشترى منه العملة المزوّرة بمئتي ألف ليرة لبنانية. أبقى أديب المبلغ المزور معه نحواً من أربعة أيام، محاولاً إيجاد شخص ليشتريها منه أو إيجاد سبيل لترويجها بنفسه، إلا أن اللجنة الأمنية في مخيم شاتيلا أوقفته وسلّمته مع ممدوح خ. والعملة المزوّرة إلى قوى الأمن الداخلي.
بعد التحقيق تبيّن أن ممدوح خ. دخل لبنان خلسة، وأنه كان يتنقل بهوية سورية مزورة باسم حسام تركي التركي، وبطاقة عودة صادرة عن الأمن العام اللبناني باسم حسام المذكور، وقسيمة عودة سورية بالاسم عينه. واعترف بأنه حصل على وثائقه المزوّرة من محمد م.، الذي كان يزوّده بالعملة المزورة، حيث ترك لديه أوراقه الشخصية الحقيقية. كما أضاف أنه موجود في لبنان منذ ثلاث سنوات دون انقطاع.
وتبين أيضاً أن ممدوح المذكور كان قد عرض على مواطنه السوري أحمد دهنين عملة أميركية مزورة، غير أن هذا الأخير ما إن علم بأمر تزويرها حتى عمل على حرقها ونصحه بعدم المضي في هذا العمل.
المتهمان أخلي سبيلهما، ولم يحضرا المحاكمة، فحوكما غيابياً. وبعد سماع مرافعة ممثل النيابة العامة التي طلب فيها اعتبار المتّهمين فارّين من وجه العدالة، أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان المؤلفة من الرئيس المنتدب جان بصيبص والمستشارين شربل حلو المنتدب وناهدة خدّاج، حكمها بتجريم كل من المتهمين ممدوح خ. وأديب ص. والحكم عليهما بالسجن لمدة خمس سنوات مع الأشغال الشاقة وغرامة خمسمئة ألف ليرة لبنانية بعد تجريدهما من حقوقهما المدنية.