فداء عيتاني«كثرة جعجعة وقلة طحين»، والأمر لا يمتّ إلى زعيم القوات اللبنانية بصلة، فالجعجعة السياسية تستمر بشغل بال الناس. لم تتألف الحكومة بعد، ولا الهدنة الإعلامية أصبحت واقعاً، ولا الأمن استتب، أو تراجع الأطراف عن الاحتكاك بعضهم ببعض. بل على العكس، أصبح الوضع بين أهالي باب التبانة وجبل محسن كما كان عليه الوضع بين التوتسي والهوتو في رواندا. وفي هذه الأثناء تجتمع المرجعيات الروحية لتؤكد قدسية العيش المشترك، بينما تشيد المؤسسات الإعلامية المتحاربة بحكمة رئيس البلاد، وتغرق الوزارة في سلال من الاقتراحات يتبرع بها رئيس الحكومة المكلف. النقاش حول قانون الانتخاب لم ينته، وطريقة إقراره تأخذ جدلاً موازياً، ويختفي في هذه الأوقات صوت الاتحاد العمالي، وكذلك أصوات القوى التي «تمثل مصالح الفئات الفقيرة والعمال والفلاحين»، بينما ليس المطلوب فقط سماع أصواتهم، بل أيضاً مشاهدتهم في الشوارع يعترضون على تردي الأوضاع المعيشية وتدني القدرة الشرائية مع ارتفاع الأسعار والتضخم الحاصلين. لم تجد ربطة الرغيف من يدافع عن سعرها إلا أحد الوزراء المعنيين. فعلاً شيء مخزٍ...