فاتن الحاجيواكب طلّاب الغرافيك ديزاين في الجامعة اللبنانية الأميركية هذا العام رحلة تطور الفن اللبناني في مجال التصميم الحديث.
مشاريع أبى المصمّمون الجدد إلاّ أن تخرج بأفكار إبداعية، باعتبار أنّ الفكرة الإنسانية والحس الفني هما أساس العمل الطلابي الذي ينأى بنفسه عن التصميم التجاري.
وقد أبدى معظم الطلاب (24 مشروعاً) اهتماماً بالإعلام الرقمي «Digital media» فقدموا عروضهم من خلال أجهزة الكومبيوتر، عبر استخدام تقنيات تحريك الصورة والصوت (animation) أو تصميم المواقع الإلكترونية (web design) والملصقات. أما من اختاروا البرامج الطباعية (print) وعددهم 8 طلاب فاستعانوا بالـ «photoshop»، و«illustration» و «in design» وغيرها.
وتشرح أستاذة التصميم التخطيطي رندة عبد الباقي أنّ ما ميّز مشاريع هذا العام هو حماسة الطلاب لاستخدام التقنيات الجديدة، لا سيما التحريك بواسطة 3 أبعاد، كما أنّه لم يكن هناك خط واحد يجمع الأفكار التي استقاها الطلاب من يومياتهم.
في التصاميم، ظهرت حشرية الطلاب لاسترجاع حرب تموز 2006 ومحاولة إخفاء ما ولّدته من مآسٍ ودمار بطريقة فنية، أو المشاركة في إعادة إعمار الجسور، لكونها أداة للتواصل.
ولم تغب حقوق المرأة وحريتها ودورها في البلدان العربية عن أعمال المصممين، فنقلوا على طريقتهم التناقضات بين الصور النمطية والواقع والممارسة.
يجمع الطلاب أفكارهم التي تتطاير في «brain storm ink» الذي يتوّج جهود فصلين كاملين من الأبحاث. ويضم المعرض الذي ينهي أعماله اليوم أفضل التصاميم الطلابية، بدءاً من السنة الأولى، وصولاً إلى سنة التخرّج. وقد سلّمت عميدة كلية الآداب والعلوم الدكتورة سميرة أغاسي جوائز الإنجازات المتميزة في مجال التصميم لثلاثة طلاب متخرّجين هم حياة الشيخ ودانة عبد الغني وأحمد الشامي.
وقد اختار كل طالب من الطلاب الـ32 زاوية عرض فيها إنتاجه من كتب ومجلات وعلب و«ويب سايت» وأشكال تمثل شخصياته.
أما لجنة تحكيم المشاريع فقد تألفت من أساتذة يدرّسون الاختصاص ومصممين من شركات خارجية، إضافة إلى المشرفين على المادة في الجامعة.
في ما يأتي نبذة عن تصاميم ثمانية طلاب أطلقوا العنان لشخصياتهم كي تعبر عن مواقفهم من قضايا اجتماعية في الغالب، فيما مثّلت الهوية هاجساً لدى البعض، بعدما «خطفها» الإنترنت والتكنولوجيا أو الاحتكاك السياسي والديني، فكانت هنا دعوة إلى العودة إلى لبنان العلَم والهوية والتراث والتاريخ.



Hado

يستعين أحمد الشامي بالطاقة الإيجابية من اليابان (Hado) ليثبت أنّ الفنون القتالية التي يعشق هي مراقبة ذاتية تجعل من يمارسها يتحكم بنفسه وبقدراته ويفكر بهدوء قبل اتخاذ قراراته. مشروع أحمد عرض لمواجهة هو بطلها مع من قتل أباه. ليس مهماً بالنسبة إلى أحمد من يربح في النهاية، بل من يقوى على لجم غضبه، وللقصة تتمة.
يركّز أحمد على تقنية الأبعاد الثلاثة وتحريك الصوت والصورة والانتقال التلقائي من عرض إلى آخر.



Thirty Three

لا يغيب مشهد حرب الـ33 يوماً عن ذاكرة لمى حلوجي. فدمار تموز 2006 لا يزال ماثلاً أمام ناظريها، ورسومها الغرافيكية لم تأت هذه المرة لتجميل الصورة بل لتضخيمها ولفت الأنظار إليها. كما أنّ الإصرار على التدرّج في اللون الأسود ما هو إلاّ محاولة لمحاكاة الألم في 33 صورة اختارتها لمى من أرشيف الحرب لتبقى في الذاكرة. تتمنى لو أنّها تستطيع بحسّها الفني أن تخفي الدمار.


ما وراء

في دليل الطالبة البحرينية دانة عبد الغني السياحي خريطة شارع غورو في الجميزة وما وراءه من قصص أمكنة ومحال تجارية وحكايات ناس وتاريخ منطقة. هنا يعثر السائح على كل ما يحتاج إليه من معلومات وصور وإشارات، ما يجعله ابن البلد، كما تقول دانة في آخر الكتاب الذي أعدّته بقلمها وكاميرتها، واستوحت خطوطه من العمارة في المكان.



hareem

تسجّل مليكا قطيشات بطريقة فنية نقدية تناقضاً بين الصورة النمطية للمرأة الشرق أوسطية والممارسة. فالمرأة التي ترتدي الحجاب رغماً عنها وتفتقد الشخصية المستقلة هي نفسها التي تجلس على أثاث غربي وتستبدل القهوة بالنبيذ. ترسم مليكا ملامح الشخصية الجديدة من دون أن تأخذ موقفاً منها، مكتفيةً بعرض الواقع كما تقول. تستعين مليكا بمقتطفات من أشعار كتبتها النساء للنساء.



ply punk

«لقد غيّر الإنترنت هويتنا ورؤيتنا للأمور». هذا ما تحاول حياة الشيخ أن تقوله في مشروعها، إذ اختارت لتجسيد فكرتها عبر موقعها الإلكتروني فرقة موسيقية تدعى «daft punk» ووضعت الأقنعة على وجوه أصحابها ليتحولوا إلى وحوش. تمنح حياة زائر الموقع خيار تغيير هويته بكبسة زر.



Recover

يرى سامي حميدان أنّ حرب تموز أعطت فرصة حقيقية للبنانيين لإعادة إعمار وطنهم بطريقة فنية، وتحديداً الجسور التي تربط أوصال البلد وتمثّل رمزاً للتواصل. سامي صمّم موقعاً إلكترونياً ينطلق من وقائع الحرب ليسمح للبنانيين بإبداء رأيهم بشأن اختيار الطريقة التي يرونها مناسبة للإعمار بالشجر أو بالحجر.



RE-composing Lebanon

لا مانع بعد الآن من تضمين العملة اللبنانية الآثار والعلَم واللغات والحِرف التقليدية والعمارة والتراث والأكل اللبناني ما دامت هي قواسم مشتركة يجتمع عليها اللبنانيون. فهبة نصار تستغرب كيف أنّ المصرف المركزي يرفض الفكرة بحجة الاحتكاك السياسي والديني، وتحاول أن تقنعه برسومها المرحة التي تعيد تشكيل لبنان وتحمل أجوبة 321 طالباً في الجامعة على تساؤلاتها. ومع أنّ 75 في المئة وافقوا على عناصر العَلَم الحالية، آثر الباقي العلم الحزبي أو حتى استبدال الأرزة في العلم اللبناني بالحشيشة أو «بالشهداء اللي ماتوا» أو «ENOUGH» أو «الله أكبر»...



Wet Feet

يراهن مهند زبيب في لعبة السهم على صدقية المعلومات التي يقدّمها موقع موسوعة «ويكيبيديا» الإلكتروني. كلما سجّلت نقاطاً أكثر كلما كانت الصدقية أعلى. يستنتج مهند أنّ الموقع مفيد لأخذ المعلومات السريعة لا لتوثيق هذه المعلومات باعتبار أنّه بإمكان أيٍّ كان تغيير أية معلومة من دون أي تحفّظ من إدارة الموقع، وبالتالي لا نستطيع أن نبني على هذا المرجع سوى الاستفادة من عناوين المراجع التي أخذت منها المعلومات.