strong>آمال خليلفي احتفال تكريم الطلاب الذين رسموا حقوقهم في إطار مسابقة «ارسم حقوقك» وتمنّوا غداً مختلفاً ولبناناً بألوان أخرى، حضر الترهيب والخوف بين الطلاب عندما وصل كلب بوليسي برفقة عناصر حماية ليتفقّد قاعة الاحتفال قبل وصول راعيه الرسمي وزير التربية خالد قباني.
الإجراء اعتيادي لدواع أمنية، لكن المكرّمين الذين حضروا ليكرمهم منظم المسابقة مركز الخيام والوزير لم يتقبّلوا الإجراء لكنهم في النهاية أضافوه إلى سجل لبنان الذي رثوه في رسومهم ونصوصهم.
وقبل ستة أشهر، اكتفت الفتاة كوستي سركيس الطالبة في مدرسة شكا المتوسطة الرسمية، بالمشاركة في مسابقة «ارسم حقوقك» نصّاً مؤلفاً من عشرين كلمة حسمت برأيها مستقبل لبنان الذي يعنيها قائلة: «إذا لم تتحسن الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان فقد يتحول بسبب ذلك مغيب الشمس الذي نشاهده كل يوم في أحد الأيام إلى آخر مغيب شمس في حياتنا».
حسمت كوستي ذات السنوات الأربع عشرة، الأمر في وطنها واختصرت مفاهيم حقوق الإنسان والمواطنية ومناهضة التعذيب التي دارت حولها المسابقة التي نظّمها مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب في 65 مدرسة رسمية وخاصة من المناطق في إطار المبادرة الأوروبية للديموقراطية وحقوق الإنسان، بالتعاون مع وزارة التربية التي تبنّتها وأرسلت تعميماً إلى المدارس يدعوها إلى المشاركة للتعبير عن مفاهيم حقوق الإنسان كتابة ورسماً.
طلاب لبنان البائسون الذين ينشدون الحقوق اختصروا التعذيب والحقوق بالجيش اللبناني «المنتصر» ومعركة نهر البارد والفقر والحرمان وفلسطين وإسرائيل والاعتقال والقتل والوحدة الوطنية والطائفية والعنف والحروب. لكن القليل رسم الأخضر والطيور واللعب والفرح في غير إطار المنى والرجاء. وباسمهم تحدثت فرح المصري خلال احتفال إطلاق كتاب «حقوقي» الذي ضم مجموعة من الرسوم والنصوص المشاركة المنتقاة وافتتاح المعرض لها وتوزيع الجوائز على الفائزين في الاحتفال الذي رعاه الوزير خالد قباني في قصر الأونيسكو، قائلة: «لم أتصور يوماً أن تجعلني الريشة والألوان محط تقدير وتكريم، لكن أعرف جيداً أن بلدي يتشوّه، وأجهل السبب».
ورأى محمد صفا الأمين العام للمركز أن «كتاب «حقوقي» صرخة واحدة من الجنوب إلى عكار فبيروت والجبل: لا للحرب، لا للعنف، لا للطائفية، لا للتعذيب نطلقها في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب لتكون رسالة من أطفال لبنان إلى الشعب اللبناني، ونُطلق في اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب هذه المسابقة لتكون رسالة من أطفال لبنان إلى الشعب اللبناني، لتكون صرخة للسلام، ورفض الحروب العبثية التي تمزق الوطن وتفتّته»، مضيفاً إن «أطفال لبنان يطلقون اليوم نداءهم عبر هذا المعرض والكتاب إلى كل السياسيين في هذا البلد: نريد أن نعيش، ونتعلم ونرسم ونغني ونفرح. ونطالب وزارة التربية بـ«إعطاء الأنشطة الفنية الأهميّة، لأنه بالفن والرسم والإبداع نواجه الحرب والعنف والحقد والطائفية والتعذيب».
أما وزير التربية والتعليم فقد خاطب الطلاب قائلاً: «عبّرتم بريشتكم وأقلامكم عن مشاعركم البريئة عما شهده لبنان من مآس وأحزان وعذابات وآلام، لعل ضمير الإنسانية يندى لهذه المشاهد، ويتحرك لوقف التعذيب والعنف في لبنان والعالم».
وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد حيّا الاحتفال والطلاب المشاركين برسالة وجّهها إلى المركز معبّراً فيها عن تمنياته بتحقيق ما يتطلّعون إليه في نبذ الحرب والعنف والتعذيب والطائفية وقول «لا عالية جداً لها واستبدالها بكلمة نعم بصوت عال للسلم الأهلي والمواطنية».