جوان فرشخ بجاليأعطى مالك العقار الرقم 616 موافقته المبدئية على إعادة القطع المكتشفة في عقاره وإدراجها داخل حديقة المبنى الذي ينوي بناءه. هكذا يكون اكتشاف الحمامات الرومانية في الصيفي اتجه نحو ثاني أفضل حل له. فقد طرحت «الأخبار» في عددها الصادر في 26 نيسان الفائت تحت عنوان «كيف نحافظ على الحمامات الرومانية في الصيفي؟» الحلول التي تعتمد للمحافظة على القطع الأثرية عالمياً. وكان الحلّ الأفضل عدم رفع الآثار، وخصوصاً أن أفران تسخين المياه مصنوعة من الطين الذي سيتفتت حينما يرفع من الأرض، لكن استحال ذلك لأن التنظيم المدني يجبر على إنشاء مواقف سيارات في الطوابق السفلى، مما يفرض إخلاء الأرض من كل الآثار.
ويتابع علماء الآثار الذين يعملون تحت إشراف المديرية العامة للآثار حفرياتهم، وقد بدأت تظهر معهم أفران تسخين المياه. وكانوا في الأسابيع الماضية أتموا رفع الفسيفساء التي كانت تغطي أرضية الحمامات الرومانية تلك. وقطعة الفسيفساء تلك مزينة برسومات صغيرة من الزهور والأشكال الهندسية الحمراء اللون. وعلى بعد بضعة أمتار من الفسيفساء كانت الأرضية مغطاة بالرخام الأبيض الذي تكسّر الآن إلى قطع صغيرة. وبحسب الخبراء، سيُعاد حوض الغرانيت، وأرضيات الفسيفساء والرخام.
وما يميز تلك الحمامات هو حوض دائري محفور في الغرانيت يزيد قطره عن المترين ووزنه على 8 أطنان. وكان قد اجتُزئ قسم صغير من طرفه تاريخياً. ويعود تاريخ هذه الحمامات الرومانية إلى بداية القرن الثاني الميلادي، وكانت تتبع المجمع الديني الذي كانت الحفريات قد أظهرته في السنتين الماضيتين، ولكنه لم يحافظ على أي جزء منه، وإن كانت هناك وعود بإعادة بعض الأجزاء إلى حديقة المبنى.
تجدر الإشارة إلى أن جريدة «الأخبار» كانت أول وسيلة إعلام طالبت بالمحافظة على الآثار، ونبّهت إلى خطورة المسّ بها. ومن المفيد التذكير بأن القرار الذي اتخذ بالمحافظة عليها أكثر من صائب على أكثر من مستوى، بما فيها التجاري: فمن سيشتري شقة في البرج المزمع إنشاؤه «فسيربح» معها متحفاً فريداً من نوعه في بيروت والعالم، بما ستحويه الحديقة التي تطلّ عليها.