ليال حدادالشعور نفسه اجتاح معظم المسيحيين المؤمنين، فتطويب الكبوشي بصيص أمل في ظل كثرة الحديث عن «حقوق المسيحيين» و«الوجود المسيحي في الشرق». هكذا تربط مثلاً ليلى موسى بين تطويب الكبوشي ووجود العماد ميشال عون في هذا الزمن السياسي، «الكبوشي سيساعد حامي المسيحيين ــــ أي الجنرال ــــ لبقائنا في أرضنا». يصعب إقناع موسى بأن لا علاقة للدين بالسياسية «فمن يملك إيماناً مثل إيماني يدرك جيداً ما يقول».
تتشابه الآراء بشأن هذا الموضوع، فيقول أنطوان خير الله «إن كثرة الفساد والخطيئة في لبنان تولد قديسين، هذه رسالة الله إلينا لنستفيق قبل فوات الأوان». وفوات الأوان بالنسبة لخير الله هو خراب لبنان.
إلا أن النظرة إلى تطويب الكبوشي قد تكون أكثر تطرّفاً عند البعض «فهذه رسالة بأن لا أحد يستطيع تهميش المسيحيين وإلغاءهم في لبنان، هذه أرضنا، ومهما حاولت الطوائف الباقية إقصاءنا فلن تستطيع»، هذا ما يقوله إيلي الخوري وهو شاب في الخامسة والعشرين من عمره، مشيراً إلى مسبحة خشبية متدلية من عنقه وعليها صورة الطوباوي الجديد.
«أبواب السماء مفتوحة والملائكة ينزلون ويصعدون» تقول ميليا خليفة، معبّرة عن الشعور «بوجود المسيح بيننا يوم التطويب». اشترت خليفة شمعة يوم التطويب، ونذرت أن تبقيها مشتعلة «بالنور الذي يفيض من قبر المسيح في القدس يوم سبت النور» إلى يوم مماتها، إكراماً للقديس الذي سيحمي لبنان، كما تقول.
وفي بلد قلّما يفصل مواطنوه بين السياسة وتفاصيل حياتهم الباقية، يرى رجا مخايل أنّ مناسبة التطويب استطاعت أن تجمع كل الطوائف وكل الزعماء السياسيين «هذه عجيبة إضافية من عجائب الطوباوي». ورأي مخايل تداوله معظم اللبنانيين، يوم التطويب.
ولكن تبقى الحصة الأكبر من الفرحة من نصيب كبار السنّ، وخصوصاً الذين وجدوا في الطوباوي «جواز سفرهم إلى الجنة». فتجد ليندا منذر وهي في الخامسة والسبعين من عمرها أنّ حظّها السعيد حالفها فشهدت تطويب الكبوشي قبل وفاتها «هذه إشارة من الله إلى أنني سأدخل الجنة». تبدو منذر واثقة من رأيها «لقد عاصرت أيضاً تقديس الحرديني، لا بدّ أن تكون هذه إشارات من الله».