روز زيادةتصدّى بعض السادة لممثلي المسيحيّين في لبنان بالنقد اللاذع لشخصهم. نأسف كل الأسف للطريقة التي استعملت لنقدهم، ونرى فيها الكثير من الإهانة لمواطنيّتنا، لأنّ ممثّلينا قد اخترناهم بصدق المسؤولية، وثقة المواطنية. وقد بلغ استخفافكم يا سادة بأحقية اختيارنا لممثلينا حدّ تحديد اسم أحدهم على أنه الأنسب لتمثيلنا. للتذكير نقول: إنّ من سميتموه ممثلاً للمسيحيّين، لا يمثل نفسه، حيث إنه انتخب شخصاً آخر يوم الانتخابات.
وبالمناسبة سأخبركم عن وضع شبيه بوضعنا لناحية الإعجاب.
سنة 1974، عندما كنت في الولايات المتحدة الأميركية لحضور مؤتمر خاص بالمرأة، التقيت مواطناً مصرياً على مأدبة غداء. خلال الدردشة العربية ساقنا الحديث يومها للتكلم عن عبد الناصر، وقد أعربت عن معرفتي بمحبة العالم لعبد الناصر آنذاك. فأجابني المواطن المصري: «لقد أحب عبد الناصر العالم كله ما عدا الشعب المصري». آمل أن تكونوا يا سادة فهمتم المقاربة.
سيأتي اليوم الذي نمسك به نحن زمام تقييم ممثلينا، ولكن أن تروا المسيحيين خردة في سوق عكاظ الأحد، فهذا ما لا نقبله يا حضرة السادة. أنتم أهنتمونا كشعب وحقّرتم اختيارنا، ويمكننا أن نقول أكثر، هو أنكم تمعنون بالانتقام منا بسبب هذا الاختيار.
وكل قول عن النزاهة والديموقراطية هو كذبة كبيرة تلتحفون بها لكظم غيظكم. نحن نرفض يا سادة إهانتكم لنا ولن نسقطكم من تقييمنا الصادق في اليوم المناسب الذي نشك بأنكم ستدعونه يأتي... أو ربما أتى، ونقول ربما لأنكم أوقفتم حياتنا منذ سنوات، لذلك فأنتم جديرون بتوقيف الزمن أيضاً.