فداء عيتاني... وفي مناسبة ظهور رئيس الجمهورية الأسبق، أمين الجميل، ومعلوماته المشوِّقة عن انتشار مواقع حزب الله، تعود القوى المسيحية الموالية والملحقة بتيار المستقبل إلى حديثها المفضل: الدولة والمقاومة، وهذا الخطاب لا يفترض أن يرد عليه بخطاب المجتمع المقاوم، وخاصة ليس من جانب التيار الوطني الحر. لدى التيار فضاء واسع يمكنه السباحة فيه: الهدر والفساد ومؤسسات الدولة، المجتمع المدني، تغيير الأنظمة الإدارية والهيكلية السياسية الطائفية للدولة، محاربة الإقطاع السياسي، وغيرها، ويمكن التيار، إن اصطلحت أموره ووسع آفاقه، أن يؤدي دوراً قد لا يحبذه الكثر من قادته اليمينيين، إلا أن عدداً مقابلاً من يسار التيار العوني يمكنه فهم هذا الدور والتقاطه: التغيير الديموقراطي لبلاد ملعونة بالطائفية والمحسوبية. لدى حزب الله كل ما يؤهله للدفاع عن نفسه، وأي تطور ديموقراطي في لبنان سيصب حتماً في دعم عمل المقاومة. التيار الوطني ليس مضطراً للدفاع عن الحزب، فهو بفتحه المعركة الأساسية في الداخل، أي التغيير، سيخفف الضغط عن الحزب. وحتى يكون التيار جسم حصان برأس حصان، فإن ذلك يقتضي بعض الخطوات السياسية.