عفيف ديابلا يخفي متابعون في البقاع وقوف الحسابات الانتخابية الصرفة في دائرتي زحلة والبقاع الأوسط وراشيا والبقاع الغربي، وراء سلسلة التوترات الأمنية المتنقلة من قرية إلى أخرى والمدعومة سياسياً بشكل أو بآخر من أشخاص نافذين في فريقي الموالاة والمعارضة، وصولاً إلى أطراف ثالثة تجد في التوتر الأمني المتنقل فرصتها للدخول في بازار الانتخابات النيابية، وحتى البلدية.
ويقول متابعو «أسرار» هذا التوتر المتنقل إن غايات محض شخصيّة تشعل نار الفتنة داخل القرية الواحدة، فضلاً عن تحريضها الدائم على قوى سياسيّة مناوئة أو تمثّل خطراً انتخابياً على موقع هذا الشخص أو ذاك.
لكن هذه الأهداف وصلت إلى «الخط الأحمر» وفق شخصيّات بقاعيّة رفعت صوتها في اجتماعات عقدت في أكثر من قرية وبلدة في البقاعين الأوسط والغربي كانت تبحث في سبل الخروج من فتنة لا يستطيع مجتمع البقاع العشائري تحملها.
ويقول أحد المطلعين إن «شخصيات موالية ومعارضة تجد في التوتر المتنقل فرصة لا تعوض لإثبات وجودها، وقلنا صراحة لهؤلاء: «كفوا عن النفخ في نار الفتنة، واتركونا ندير أمورنا اليومية». مضيفاً «نحن لا نريد أن تتحول سعدنايل وتعلبايا ومجدل عنجر والمرج والصويري وغيرها من البلدات إلى صناديق اقتراع لهذا أو ذاك على حساب دمائنا، أو تكون دماء شبابنا أوراقاً انتخابية»، كاشفاً أن اشتباكات سعدنايل وتعلبايا الأخيرة وما تبعها من حوادث متفرقة في بر الياس ومجدل عنجر والصويري وبعض نواحي البقاع الغربي وراشيا «دخل على خطها مباشرة بعض النواب الحاليين والسابقين، لا لحلها، بل لإشعالها بغية رفع أسهمهم حيال مَن يعنيهم الأمر». مع العلم أن ابقاء التوترات يسهم في استمرار العصب الحريري وهو ما يحتاجه تيار المستقبل، بحسب أحد المتابعين، بعد أن خسر مفاتيح نصره الأساسية في الانتخابات السابقة.
ولوحظ أن مهمة النائب الذي دخل أخيراً على خط الحوادث تحت عنوان التهدئة كان التحريض على المشاكل بالتنسيق مع نائب سابق، له أيضاً حساباته السياسية الشخصية ضد أصدقاء له في المعارضة والموالاة».
مع العلم أن الصراع المعارض المعارض والموالي الموالي يسهم بدوره في تغذية الاشتباك البقاعي.
جهات سياسية متابعة في زحلة والبقاع الأوسط تجد في التوترات الأمنية المتنقلة «خطة منظمة تتلخص في بقاء التوتر متنقلاً من بلدة إلى أخرى حتى فترة ليست بقصيرة، ونحن أصبحنا على يقين أن وراء هذا التوتر حسابات انتخابية، إذ بدأ الفريق الأكثري تحضير حقائبه المالية لإطلاق سلسلة مشاريع تنموية في البقاعين الأوسط والغربي تقدر بنحو 40 مليون دولار، وهذه الأموال ستصرف بعد أن تعطي عملية التحريض والتجييش المذهبي والطائفي مفعولها، للإمساك مجدداً بالشارع المحلي وتحريكه وفق مقتضيات المعركة الانتخابية في الدائرتين البقاعيتين الأكثر سخونة وتنافساً وتقريراً لمصير أكثرية المعارضة أو أكثرية الموالاة في البرلمان المقبل».