طرابلس ـ عبد الكافي الصمدفي ظل هذه الأجواء، كانت الصدمة هي السمة المشتركة بين معظم المواطنين الذين تسنى لبعضهم تفقّد محاله التجارية وبيوته، إذ إن غالبية المنازل تضررت مباشرة عبر السرقة والحرق، أو أصيبت بالرصاص وشظايا القذائف، مما أدى إلى تكسّر زجاج أبوابها ونوافذها، وظهور معالم ذلك على واجهاتها وجدرانها، فضلاً عن بقاء الأجواء مسمومة نتيجة تصاعد الأعمال الاستفزازية من الطرفين، مما دفع قسماً كبيراً من أهالي باب التبانة وجبل محسن والقبة إلى النزوح نحو أماكن أكثر أماناً، داخل طرابلس وخارجها.
وفي موازاة ذلك، استمر مسلسل تعرض بيوت ومحال تجارية للسرقة والحرق، من غير أن تفلح جهود القوى الأمنية في وضع حد له، رغم حديث مسؤولين أمنيين عن اعتقال أشخاص بالجرم المشهود، ووجود أسماء مشتبه بهم سيستدعون للتحقيق. فقد تعرّض أكثر من عشرة بيوت ومحال تجارية يملكها علويون في باب التبانة والقبة للخلع والسرقة والحرق، في الـ24 ساعة الماضية، بعد تعرض عمال بلدية طرابلس للضرب في جبل محسن اشتبه بـ«انتمائهم» إلى باب التبانة. إلا أن هذه الاعتداءات تميزت في الساعات الماضية بأمرين: الأول تسجيل محاولات اعتداء على محال تجارية يملكها علويون في منطقتي التل وشارع عزمي في وسط المدينة التجاري، مما أشاع مخاوف من احتمال انتقال مشهد الحرائق والسرقات والأعمال التخريبية خارج منطقتي باب التبانة وجبل محسن. أما الأمر الآخر، فهو تعرض محال تجارية في باب التبانة والقبة للسرقة والحرق، وأغلبها يعود لمواطنين سُنّة من طرابلس وخارجها. ويعمد قبضايات الأحياء إلى فرض «خوة» قيمتها 15 ألف ليرة على كل محل، فضلاً عن الخوات الأخرى، بحجة دعم المسلحين في دفاعهم عن المنطقة!