هيثم خزعلأظهرت دراسة أعدّتها المجموعة البحثيّة حول الأسر العربيّة «أنّ 30% من السكّان في لبنان ومصر وفلسطين ممن لا تتخطّى أعمارهم الثلاثين عاماً غير ممثلين سياسياً، وهم إمّا عاطلون عن العمل أو لا يحظون بوظائف لائقة، بحيث تعدّ هذه الشريحة غير مؤهّلة علمياً، ففي مصر مثلاً 40% من أبنائها هم من الأمّيين ونصفهم من النساء، كما يتم تصنيف هذه الشريحة من السكان تحت خانة «غير قابلة للفهم».
وكانت المجموعة قد عقدت، لهذه الغاية، اجتماعها الدوري السنوي أوّل من أمس في قاعة «فاندايك» في كلّية العلوم الصحّية في الجامعة الأميركية في بيروت، ناقشت خلاله نتائج الدراسة. وقد عزا الباحثون هذه النتائج إلى الخلل الحاصل في القرن الماضي في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، حيث خضعت العائلات في هذه البلدان لنظام الفصل الطبقي والاقتصادي.
كذلك عُرضت بعض الأبحاث التي يعمل أعضاء المجموعة على دراستها والتي تتعلّق بآثار الحرب على العائلة والعنف والهجرة إلى البلدان العربية النفطية والنزوح من الريف إلى المدينة. ومن الإشكاليات التي تخضع للدراسة: ما هي تأثيرات النزوح في لبنان من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية؟، هل تؤدي هجرة الشباب السودانيين إلى تعرّفهم إلى مجموعات سلفية؟ وماذا عن تأثير التلفزيون على علاقة الأهل والأبناء؟.
من الجهة المقابلة، تعمل المجموعة حالياً على وضع أبحاث تهدف إلى فهم هذه المشكلات والسبل التي من شأنها تخفيف آثارها بهدف جعل العائلات مساهمة في صنع السلام وبناء الأوطان وتعميم الديموقراطية. وتسعى إلى توثيق أبحاثها في كتاب سيصدر باللغتين العربية والإنكليزية وسينشر على الموقع الإلكتروني الخاص بالمجموعة.
وتسعى المجموعة إلى التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في الدول الثلاث للإفادة من أبحاثها كما تواصل الإعداد لوضع أبحاث جديدة، وستستتبع هذه المجموعة خطواتها بتنظيم ورش عمل مع طلاب يعملون على وضع أبحاث تأتي في إطار اهتمامات المجموعة، وذلك بهدف مساعدتهم وتعليمهم وخلق مساحة للحوار معهم.
تجدر الإشارة إلى أن المجموعة تأسست عام 2001 وتعود الفكرة في تأسيسها إلى أستاذة العلوم الاجتماعية في جامعة كاليفورنيا سعاد جوزف وهي تديرها حالياً، وتضم خمسة عشر باحثاً وأكاديميا عربياً وأجنبياً، وتُعنى بدراسة شؤون الأسرة في مصر ولبنان وفلسطين. كذلك تعمل المجموعة منذ ثماني سنوات وتواظب على عقد اجتماعها السنوي مداورة بين البلدان الثلاثة، وتموّلها مؤسسات أكاديمية وجمعيات عالمية كالجامعة الأميركية في القاهرة وجامعة كاليفورنيا ومنظمة اليونيسيف.