ثائر غندورلا يُمكن الحديث عن وجود مشاكل داخل لقاء الأحزاب والقوى الوطنيّة والإسلاميّة. صحيح أن ستة أسابيع مرّت على انتهاء ولاية المنسّق ولم يُنتخَب بديل له حتى الآن، إلّا أن المعلومات المتوافرة من داخل اللقاء تُشير إلى احتمال إجراء الانتخابات يوم الخميس المقبل.
حتى مساء أمس، لم يكن حزب واحد قد سجّل ترشيح مندوبه لهذا الموقع الذي يشغله اليوم ممثل حزب الله، وعضو مكتبه السياسي محمود قماطي منذ أكثر من ستة أشهر، بعدما شغله ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ إنشاء اللقاء حتى انتخاب قماطي عبر نائب رئيس المكتب السياسي في الحزب توفيق مهنا لفترة ثم عبر أمين سرّ المكتب السياسي في الحزب قاسم صالح، الذي لا يزال ممثّل القوميين في لقاء الأحزاب. واللافت، اختلاف بعض ممثلي الأحزاب على تأريخ بداية اللقاء.
يقول بعض أعضاء اللقاء إن التوجّه العام عند الأحزاب المنضويّة هو انتخاب شخصيّة سنيّة لهذا الموقع بعدما شغلته شخصيّة شيعيّة طوال الوقت. «نحن علمانيون، لكن الجميع يصر على إعادتنا إلى خانتنا المذهبيّة»، يقول قاسم صالح.
لذلك يجري تدوال لائحة من الأسماء، بحسب ما يقول بعض الأعضاء. ويُشير هؤلاء إلى أن الأمر أشبه بالتزكية لا بالتعيين، وفي الأغلب سيكون المنسّق الجديد أحد الناصريين الذين يتمثّلون بثلاثة أحزاب: حزب الاتحاد الذي يترأسه الوزير السابق عبد الرحيم مراد ويُمثّله أحمد مرعي، حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) ويُمثّلها يوسف الغزّاوي وحركة الناصريين الديموقراطيين التي تتمثّل بأمينها العام خالد الروّاس.
كما طرح بعضهم، في محاولة للخروج من «عقبة» اختيار ناصري دون الاثنين الباقين، أن يتولّى حزب الطاشناق هذا الموقع عبر ممثّله باروير إرسن، وطُرح اسم الدكتور زهير الخطيب، لكنه استُبعد لاحقاً لأنه لا يُمثّل حزباً بل هو مستقل «ومن أجل حسن سير العمل، من المفترض أن يكون ممثّل حزب» يقول أحد الأعضاء، فيما يقول آخر إن بعض القوى قالت إنها تملك قاعدة شعبيّة والموقع من حقها.
وكان من المفترض أن يكون هذا المنصب لحركة أمل، لكن ممثلها محمد جباوي فضّل أن يشغله آخرون «لأننا نعبّر عن رأينا في جميع الحالات»، فيما قال آخر إن «أمل» لا ترغب في أن تكون في الواجهة هذه الأيام. سيحمل اجتماع الخميس المقبل في مكتب الحزب القومي جواباً نهائياً. لكن ما هو دور هذا المنسّق الذي يريد الكثيرون أن يكونوه، ويزهدون به في الوقت ذاته؟
يفتتح المنسّق اجتماعات اللقاء ويترأسها ويديرها، وهو يترأس أو يختار من يترأس وفد اللقاء عند قيامه بزيارة أو استقباله طرفاً ما.
ويلفت أحد الأعضاء إلى أن رغبة هؤلاء بتولّي الموقع تعود إلى كونه هو ذاته الموقع الذي كان يشغله محسن إبراهيم وجورج حاوي في «الحركة الوطنيّة»؛ وبالتالي فإن له رمزيّته. ويقول آخر إن مجرّد تولّي أحد هذه المسؤوليّة يُنيله تأييد حزب الله وحركة أمل.