احتفلت «شبيبة جورج حاوي» بالأوّل من أيّار تحت عنوان «لا لربيع بيروت... نعم لربيع كمال جنبلاط»، فكان اللقاء محاولة للمشاركة في معالجة الأزمة اللبنانية الحالية من وجهة نظر بعض قوى اليسار، استناداً إلى تجارب الحركة الوطنية اللبنانية وبرنامجها المرحلي بقيادة كمال جنبلاط. في المداخلة الأولى، وجّه رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد دعوتين، الأولى «إلى اصطفاف يساري تقدّمي معارض في مواجهة يمين رجعي متسلط، والعمل على تقويض التوجهات السياسية لما يسمى ثورة الأرز»، والثانية ناشد فيها القوى والهيئات «مؤازرة الاتّحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية في معركتهما ضد الغلاء ومن أجل تصحيح الأجور».وشدّد على ضرورة «النضال معاً من أجل جبهة وطنية ديموقراطية تقدّمية تنهض من رحم الانكسارات والانتصارات وتضحيات اللبنانيين، ومنها البرنامج الوطني لإنقاذ لبنان».
بدوره، رأى النائب السابق الدكتور عصام نعمان أن «لا لربيع أميركي لبيروت، وربيع بيروت هو من القرن الماضي كما في مطلع هذا القرن، هو ربيع كمال جنبلاط ومعروف سعد وجورج حاوي والقوى الوطنية والقومية الديموقراطية».
ولفت نعمان إلى أنّ «الحركة الوطنية في السبعينيات شخّصت الأزمة المزمنة بأنها أزمة غياب الدولة»، مشيراً إلى أنّ «قيام الدولة يجب أن يكون من صنع اللبنانيين، لذلك طالبت الحركة الوطنية في برنامجها الإصلاحي المرحلي الديموقراطي بأن يكون في لبنان مجلسان لتمثيل الشعب: مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي، ومجلس الشيوخ تتمثل فيه كل الطوائف كإجراء مرحلي».
أمّا الخبير الاقتصادي غالب أبو مصلح فتحدّث عن البعد الاجتماعي لمشروع كمال جنبلاط والحركة الوطنية اللبنانية، موضحاً أنّ «لبنان بُني في بادئ الأمر لخدمة الاستعمار الغربي، كوسيط تجاري وسياسي، ولكنّه فقد دوره مع بداية التوترات والحروب الأهلية الداخلية والاجتياحات الصهيونية، بحيث جعلت تلك التحوّلات المحيط في غنى عمّا كان يقدّمه لبنان، وما حاولت استعادته الحريرية أغرق لبنان في فخّ المديونية وضاعف التوترات والتناقضات الطبقية والسياسية فيه».
من جهته، أشار وائل حسنية إلى دور أنطون سعادة وكمال جنبلاط في تلازم الإصلاح ومقاومة الصهيونية، لافتاً إلى «أنّ جنبلاط كان نصير الفلّاحين، وعمل من أجل العمّال والفلّاحين وناضل من أجل الضمان الاجتماعي والشيخوخة ومن أجل إحقاق العدالة الاجتماعية، وسعادة هو الذي أعطى الحق للعامل ولكل مواطن، وهو الذي دعا إلى قيام الدولة التي تساعد المواطن وإلى قتال النظام الطائفي الرجعي».
أمّا الدكتور أحمد الخليل فخاض في الفكر السياسي عند كمال جنبلاط «الذي تبلور في مشروعين متكاملين، مشروع حزبه لبلوغ السلطة ومشروع اليسار اللبناني لإصلاح دولة المجتمع. ولبنان الحالي في حاجة إلى محرك سياسي تاريخي بعدما تكاثرت فيه كابحات تطوره واستقراره. والحزب التقدمي الاشتراكي ينقاد في مشروع سياسي مختلف ومخالف لفكره العلمي، بينما المطلوب منه أن يقود تحالفاً سياسياً وطنياً مركزه مقاومة شعب لبنان».
بدوره، ناقش رئيس شبيبة جورج حاوي رافي مادايان في الإصلاح الديموقراطي بين ربيع بيروت ويسار كمال جنبلاط، موضحاً «أنّ وثيقة ربيع لبنان 2008 السياسية ركّزت على التناقض بين ثقافة السلام والحياة وثقافة الموت والعنف».
(الأخبار)