وليم محفوضأطلق «النادي العلماني» في كلية الإعلام والتوثيق ـــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، بالتعاون مع «البيت العلماني»، سلسلة من الحوارات الأسبوعية بين طلاب الجامعات.
هل العلمانية طائفة كالطوائف الأخرى، أم هي مشروع لبناء الدولة المدنية الحديثة؟ سؤال طرحه الطالب في كلية الإعلام والتوثيق ـــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية أسعد ذبيان، على باقي طلاب الجامعات الذين اجتمعوا في البيت العلماني لمناقشة مفهوم العلمانية وحاجتها في المجتمع. لم يلق ذبيان جواباً واحداً على سؤاله، إلا أنّ كل الآراء أجمعت على ضرورة إيجاد مشروع مشترك يجنّب العلمانية تحوّلها إلى مشروع طائفة جديدة.
فقد التقى عدد من طلاب الجامعات وبعض الناشطين في المجتمع المدني، ليناقشوا الأفكار التي تجمعهم والهواجس التي تقلقهم؛ فابتدأوا بالعلمانية كمفهوم وحاجة وقناعة. وقال منسق النادي رامز القاضي إن الهدف من الجلسة هو «جمع الطلاب العلمانيين من مختلف الجامعات ليتناقشوا ويتفاعلوا وينتقدوا سوياً، لعلّنا نصل إلى قناعات مشتركة تنتج أفكاراً عملية مشتركة».
وابتدأ النقاش عن إشكالية العلاقة مع الجماعات الطائفية وواجب الطلاب العلمانيين بالتواصل مع زملائهم لنشر أفكارهم. فشددت الطالبة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية ليليان حسان على ضرورة الاتفاق على تعريف واحد للعلمانية، «لأنه ليس لدى كل المجتمعين هنا تحديد واحد لها»، ومن ثم إيجاد إدارة عمل متكاملة لنشر هذه الفكرة بين الطلاب والناس.
رداّ على ذلك، قالت الطالبة في العلوم الاجتماعية في الجامعة الأميركية نور كريستيفي إن «الأمر الثابت بين كل التجارب العلمانية التي طُبّقت في العالم هو فصل الدين عن الدولة. لذا يجب علينا الانطلاق من هذه النقطة وإفهامها للمحيطين بنا، وتوضيح أن العلمانية ليست ضد الدين بحدّ ذاته».
في سياق آخر، طرحت زهراء مرتضى، الطالبة في معهد الفنون الجميلة ـــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية، ضرورة البحث في مشكلات المجتمع والحلول اللازمة قبل الحديث في العلمانية، «فتحليل المشكلات هو الذي يثبت ما إذا كنا بحاجة إلى العلمنة أو إلى غيرها».
من جهته، أكد المتخرج من المعهد نفسه سليم علاء الدين وجوب مناقشة أفكار عملية لطرحها في الميدان الجامعي وغيره. وقال: «لا يكفي جمع العلمانيين لمجرّد جمعهم، بل يجب التفاعل مع الآخرين لمعرفة ما هي طبيعة موقفهم من العلمانية ووضع خطط لمواجهة مشاريع تقسيم المجتمع والأفكار التي تطمح لتأسيس دويلات طائفية ودينية فيه». واتفق هاني نعيم، الطالب في العلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، مع هذه الطرح ليضيف «إن نجاح أي مشروع يشترط اكتماله فكرياً وإعلامياً وفنياً وإدارياً ومالياً... وحالة العلمانيين اليوم مزرية، إذ إنهم في الجامعات، على سبيل المثال، يتصرفون كالأقليات العددية فيتجهون إلى التقوقع والدفاع عن النفس».
أخذ الحوار في بعض مراحله طابع الاختلاف الجوهري، وفي معظمه تلوّن بالاتفاق، فتراوحت آراء هؤلاء الطلاب وغيرهم من الحاضرين بين طرح العلمانية كطائفة بديلة، أو اعتبارها مشروع دولة، إلى من يراها قناعة فكرية، يعرّفها بالـ«لا طائفية».