صور ـ آمال خليليحرص قادة وحدات «اليونيفيل» على إقامة أفضل العلاقات مع الإعلاميين العاملين في مناطق وجودهم. ورغم أن الأنشطة المختلفة الإنسانية والخدماتية والأمنية التي يقدمونها في القرى والتي لا تكفيها تغطية كل وسائل الإعلام لكثافتها و«روتينيتها» مع مرور أقل من سنتين على تدفق جحافلها تدريجاً، إلا أن التنسيق بين الطرفين مستمر ومطلوب أممياً للترويج لمحاسن قوات حفظ السلام التي يقدّرها الجنوبي ويبادلها بأحسن منها منذ وصول طلائعها الأولى في عام 1978. والأهم من ذلك تبديد «الشائعات» التي تطال «يونيفيل ما بعد عدوان تموز» للتشكيك بصدق نياتها وحقيقة غاياتها.
وإذ تشيد اليونيفيل على لسان قائدها العام، الجنرال كلاوديو غرازيانو وقادة وحداتها المتعاقبين، دوماً بجهود الإعلاميين في تغطية أنشطتهم، فإن الجنوبيين، المستهدفين الأوائل في حفلة الإعلان تلك، ليسوا بحاجة إلى من يقنعهم بما يحبونه وما لا يحبونه، أي إنهم لا يعتمدون على ما ينقله الإعلاميون ليتعاونوا أو يتقاطعوا مع الأمميين المتقاطرين من مشارق الأرض ومغاربها لخدمتهم وحمايتهم.
لكن الثابت هو الدلال الذي تغدقه قيادات اليونيفيل على الإعلاميين، نجوم الولائم التكريمية، عبر إرسال تغطية نشاطاتهم إليهم جاهزة مع الصور أيضاً، وصولاً إلى تكريمهم جماعياً ومنحهم دروعاً وشهادات تقديرية. وأحياناً يُكرَّمون واحداً تلو الآخر لإذكاء المزيد من التقدير. التكريم الأخير كان إيطالياً وسبّاقاً في الشكل، حيث دعا قائد الوحدة الإيطالية في الجنوب، الكولونيل باولو روجيرو، الصحافيين المعتمدين في نطاق عملها في القطاع الغربي إلى مائدة غداء تكريمية على شرفهم في خيمة عسكرية في القاعدة العسكرية الرئيسية للوحدة في بلدة معركة، لمناسبة انتهاء ولاية روجيرو وعمل الكتائب الإيطالية التي وصلت قبل ستة أشهر. ولأن الطرفين، باتا عائلة واحدة، اصطحب القائد روجيرو الصحافيين في جولة على بعض أرجاء القاعدة التي «ليس مسموحاً لأي كان الاقتراب منها»، بحسب ما تأمر اللافتة الكبيرة المرفوعة عند المدخل. لكن الدلال ليس عوضاً عن الإجراءات الأمنية التي تسري على أصحاب التقدير الذين عليهم كسواهم المرور بـ (11 مكعباً) من الباطون المسلح للخضوع للتفتيش الدقيق، للوصول في نهاية المطاف إلى داخل الأسوار المغلقة على أشياء كثيرة في أرض كانت ملكاً خاصاً، تدفع الحكومة حالياً بدل إيجارها السنوي من خزانتها أي من جيوب المواطنين.