طرابلس ـ عبد الكافي الصمدرئيس الجبهة، النائب السابق فتحي يكن أوضح لـ«الأخبار» أنّ «التأسيس الأول تمثل في انطلاق الجبهة بالميثاق والهيكليّة التنظيميّة، ولم تكن هناك استكمالات أو وجود للبنية التنظيميّة في كلّ المناطق اللبنانيّة. الآن استكملت هذه البنية، وكذلك الالتحاقات بمؤسّسات الجبهة كمجلسي الشورى والقيادة وغيرهما، وهذا نعتبره تأسيساً ثانياً للجبهة في ضوء التجربة التي مررنا بها، وسيُقدم تقرير مفصل عن الفترة الماضية لدرسه، وعن تطلعات الجبهة في الفترة المقبلة».
وعن اقتصار عمل الجبهة على كونها واجهة إعلامية لتيّار إسلامي نخبوي، ومجرد عنوان لشعارات فضفاضة، قال يكن إنّه «لم يكن هناك وجود تنظيمي للجبهة في البداية، بل وشائج عامّة وتعاطف. الآن نحن موجودون في أغلب المناطق، سواء في البقاع أو الإقليم أو صيدا والجنوب، وبيروت بصورة خاصة، بالإضافة إلى المنية والضنّية وعكّار وطرابلس»، لافتاً إلى أنّه «لمسنا منذ التأسيس أساساً خصباً لانتشار الجبهة بشكل منقطع النظير، ولست مبالغاً، لأنّه عندما بدأنا العمل كنّا شيئاً، واليوم نحن شيء آخر. فهناك كثير من القوى والفاعليات، سواء منها العشائرية أو التنظيمات، تنتظر حتى نرتب لها مواعيد مؤتمرات صحافية لإعلان التحاقها بالجبهة، وهذا سيحصل خلال الفترة القليلة المقبلة في طرابلس خصوصاً، إضافة إلى التحاقات من المنية والضنّية وبعض عشائرهما».
وفي ما يتعلق بالوضع السّياسي العام في لبنان، أعرب يكن عن اعتقاده أنّ «فترة انعدام الوزن التي حلت بلبنان بدأت تتراجع، وبدأ كلٌّ يفكر في مستقبله، سواء في قوى المعارضة أو الموالاة، وشرع كلّ فريق في النّظر أين يكمن دوره ومكانه ونهجه»، مشيراً إلى أنّه «بتنا أمام مشهد من المتغيرات المتعدّدة، وأنّ قوى أو قوة ثالثة يمكن أن تبرز خلال الفترة المقبلة، تأخذ من الفريقين ما يعزز وحدة لبنان الوطنية والعيش المشترك، وما يمكن أن يبعد لبنان عن الفتن الداخلية».
وعن إمكان التقائه أو ابتعاده وتميّزه عن تيّار الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يعتبر نفسه قوة وسطى وثالثة لا تنتمي إلى الموالاة ولا إلى المعارضة، قال يكن: «نفهم الوسطية بأنّها ليست موقفاً وسطاً بين الحقّ والباطل، لأنّها عندئذ يمكن أن تُسمّى تنازلية؛ بل نعتبر أنّ الميزان عندنا هو الموقف من السّياسة الأميركية ومن الوجود الصهيوني في فلسطين، ومن المشروع الوطني العروبي المقاوم؛ فمن كان مع المشروع المقاوم في مواجهة المشروع الأميركي والشرق الأوسطي، نعتقد أنّه عندئذ ينبغي أن يكون ضمن القوة الثالثة».
وحول مدى تأثير الانشقاقات التي حصلت داخل الجبهة على ترابطها وتمدّدها، أوضح يكن أنّ «ما حصل هو دليل تنامي قوة الجبهة، لا العكس. فالفريق الآخر تأذى من هذا الانتشار، ونحن آلينا على أنفسنا ألا ننزل إلى مستواه؛ فأعمال الجبهة ومواقفها مستمرة، ولم نشعر بأيّ اهتزاز في بنيتنا التنظيمية، بل ما حصل كان خارج أطر بنيتنا التنظيمية».